420

أكتاب مع كتاب الله ! إمحضوا كتاب الله وأخلصوه ! قال فجمعنا ما كتبناه في صعيد واحد ، ثم أحرقناه بالنار ! فقلنا: أي رسول الله ، نتحدث عنك؟ قال: نعم ، تحدثوا عني ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . قال قلنا: أي رسول الله ، أنتحدث عن بني إسرائيل؟ قال: نعم ، تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، فإنكم لا تحدثون عنهم بشئ ، إلا وقد كان فيهم أعجب منه.

وقال الهيثمي: قلت: له حديث في الصحيح بغير هذا السياق ، رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

ثم روى حديثا آخر مكذوبا أيضا: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: لاتكتبوا عني إلا القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه ! وحدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج ، فذكر الحديث. رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف.

ثم روى أثرا عن أبي بردة بن أبي موسى وصححه ، قال: كتبت عن أبي كتابا فقال لولا أن فيه كتاب الله لأحرقته ، ثم دعا بركن أو بإجانة فغسلها ثم قال ع عني ما سمعت مني ولا تكتب عني ، فإني لم أكتب عن رسول الله كتابا ، كدت أن تهلك أباك ! رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه ، إلا أن البزار قال إحفظ كما حفظنا عن رسول الله . ورجاله رجال الصحيح . انتهى.

ويكفي لرد هذا الأحاديث والحكم بأنها مكذوبة على رسول الله(ص) ، أنه لو صح شئ منها لأخذه عمر قميص عثمان يوم فكر شهرا والصحابة يلحون عليه في كتابة السنة ، ولخطب به فوق المنبر مرات !

وأما أثر أبي موسى فلا قيمة له ، لأنه نهي من أبي موسى وليس نهيا نبويا !

ومما رواه الهيثمي: (عن أبي هريرة قال: ماكان أحد أعلم بحديث رسول الله (ص)مني إلا ماكان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ويعيه بقلبه ، وكنت أعيه بقلبي ولا أكتب بيدي. واستأذن رسول الله في الكتابة عنه فأذن له.

Halaman 422