358

وحيث صحت روايتها عندكم (البخاري:3/204 و208 و:4/35 و:5/42، وغيره من صحاحكم) فتكون هي المثال الوحيد الصحيح عندكم على نسخ التلاوة ، لكن أين حكمها الذي بقي؟! بل أين رائحة بلاغة آيات القرآن فيها ؟!

- -

ثم قال ابن الجوزي: فصل ومما نسخ رسمه واختلف في بقاء حكمه :

وروى فيه آيات عائشة التي أكلتها السخلة، ونقل أقوالهم المختلفة فيما يحرم من الرضاعة هل هو المصة أو خمس رضعات أو عشر ؟!

وقال: ( وتأولوا قولها: وهي مما يقرأ من القرآن ، أن الإشارة إلى قوله (وأخواتكم من الرضاعة) وقالوا: لو كان يقرأ بعد وفاة رسول الله (ص) لنقل إلينا نقل المصحف ، ولو كان بقي من القرآن شئ لم ينقل لجاز أن يكون ما لم ينقل ناسخا لما نقل ، فذلك محال !

ثم قال: ومما نسخ خطه واختلف في حكمه ما روى مسلم في إفراده عن عائشة أنها أملت على كاتبها (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين) وقالت: سمعتها من رسول الله (ص) وقد اختلف الناس في الصلاة الوسطى على خمسة أقوال بعدد الصلوات الخمس ، وقد شرحنا ذلك في التفسير ). انتهى .

وضعف هذا القسم من النسخ واضح ، لأنهم اعترفوا بأن بقاء حكمه مختلف فيه ، والحقيقة أن اختلافهم في أصل إنشاء حكمه لا في بقائه ! ومعناه أن منهم من يشكون في أصل آيتي عائشة في الخمس رضعات وصلاة العصر !

وقد لاحظت أنهم لم يجدوا حلا لتناقض كلام عائشة: ( وقد توفي رسول الله وهي مما يقرأ من القرآن) ، إلا بأن يجعلوه كلاما عن آيات أخرى ! وهو تهافت منهم ، واتهام لعائشة بالتهافت !

- -

وختاما ، نذكر بكاء ابن المنادي والزركشي على سورتي الحفد والخلع العمريتين!

قال في البرهان:2/37: (وذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتابه الناسخ والمنسوخ مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه ! سورتا القنوت في الوتر ، قال:

Halaman 360