230

ومن الطريف أن ابن ثابت يدعي أنه كان صاحب قرار في تدوين المصحف الإمام، وأنه كان يتصرف برأيه كأنه لايوجد أحد غيره! وأنه لو كان ما عثر عليه ثلاث آيات لجعلها سورة مستقلة وصار قرآننا 115 سورة !! وربما كان اسم السورة الأخيرة : (سورة زيد بن ثابت) !

وقد أطال الباحثون والمستشرقون في أمر آيات آل خزيمة، لأنها تثير الشبهة على القرآن ، وأن فيه آيات كتبت بشهادة شخص واحد فهي غير متواترة ، وبذلك تبطل دعوى المسلمين بتواتر قرآنهم !

وهذا الإشكال يرد على الذين يثقون بزيد بن ثابت ، ويصدقون مبالغاته ومبالغات أمثاله ، التي فتحت على القرآن والوحي والنبي صلى الله عليه وآله بابا دخل منه المستشرقون وأعداء الإسلام فوجهوا سهامهم الى الإسلام والقرآن !

أما الحقيقة فهي أن نسخ القرآن كانت كثيرة ميسرة ، وأن حفظة القرآن ومدونيه من أهل البيت عليه السلام وبقية الصحابة كانوا حاضرين على مشروع توحيد نسخة القرآن، وأن زيدا كان كاتبا من الكتاب ، وأنه كذب في تضخيم دوره في جمع القرآن ! وكذب في أنه كتبه زمن أبي وعمر للدولة ! نعم قد يكون كتبه بالأجرة لأحد من الناس ، كما كان غيره يكتب عن النسخ الكثيرة المتداولة ! ثم كذب في زعمه أنه وجد آيات لم يجدها غيره !

- -

الأسئلة

1 هل تقصدون بقولكم إن القرآن متواتر أن جميع سوره وآياته وصلت اليكم حسب أسانيدكم الخاصة برواية الثقاة جيلا عن جيل ؟!

2 ألا يكفي لتواتر القرآن توارث المسلمين لنسخته جيلا فجيلا وشهادة قرائهم وعلمائهم ومولفاتهم حول القرآن التي أحصت سوره وآياته ، وبحثت في قراءاته وإعراب كلماته، وأن فقه المسلمين وعلومهم ومؤلفاتهم ، على اختلاف مذاهبهم مبنية على آياته ؟!

3 هل يختص هذا التواتر بمذهب أومذاهب معينة ، أو يشمل كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم ؟!

Halaman 232