Seribu Satu Malam dalam Kesusasteraan Dunia dan Kajian dalam Kesusasteraan Bandingan
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Genre-genre
كتاب الحب المحمود
وهو بالقشتالية من تأليف كبير الأساقفة «خوان رويث» عام 1330م. والكتاب عبارة عن مجموعة من القصص السردي نثرا وشعرا، بعضه ديني وعظي وأكثره سخرية ومزاح. وقد حوى كل شيء، من الكلام العلمي، إلى أحاديث الحب وقصص الحيوانات والخرافات. والراوي يمر بكل التجارب، فهو آنا الفاشل في غرامياته، وأحيانا المحب الجسور، وطورا الضحية المكلوم. والمؤلف يشرح في مقدمة الكتاب الفرق بين الحب المحمود، الذي هو هبة من عند الله، والحب المجنون، وهو الحب الشهواني الدنيوي. وهو قد وضع الكتاب ليبين للقارئ شرور الحب الدنيوي، ولكنه يضيف أنه أيضا يبين له كيف يسلك طريقه في هذا الميدان، حيث إن معظم الناس ينغمسون في ذلك العالم الدنيوي!
ويشرع المؤلف في سرد أخبار غرامياته، التي بدأها في شبابه مع سيدة أترعته بقصص الحكايات والخرافات ولكنها رفضت حبه لها. ثم يرسل خوان رويث أحد أصدقائه للتوسط له لدى سيدة أحبها، فيحصل الصديق عليها لنفسه! وهكذا يفشل في حبه مع عدد من الفتيات، فيظهر له إله الحب في أحلامه ليشرح له سبب إخفاقه ويبين له كيف ينجح مع النساء، مضمنا شرحه الكثير من القصص والحكايات الخرافية. ويستعين البطل بخدمات عجوز تتوسط له لدى حبيبته الأرملة، ولكنه يخفق معها أيضا. ويسجل المؤلف بعد ذلك مغامراته مع أربع فتيات في جبال السييرا، ويمتلئ هذا الفصل بالأزجال الشعرية على النسق الأندلسي العربي. وبعد عودته إلى المدينة، يستأنف خوان رويث محاولاته في الحب والغرام، مع إحدى الراهبات التي لا تبغي سوى الحب الأفلاطوني، فيرغب عنها إلى إحدى العربيات، التي تتيح للمؤلف استخدام ما يعرف من اللغة العربية الدارجة التي يوردها في ذلك الجزء من مغامراته.
والكتاب مزيج من تأثيرات متعددة، يبرز فيها الأثر العربي، حيث نجد ملامح الشخصية البيكارسكية التي ظهرت مع مقامات الحريري والهمذاني، والأزجال التي ظهرت أول ما ظهرت في الأندلس، ثم القصص والحكايات وخرافات الحيوانات، التي ورد الكثير منها في ألف ليلة وليلة. وصور التودد إلى النساء وإغوائهن، والاستعانة بوسيط من العجائز، كله مأخوذ من قصص ألف ليلة وليلة التي كانت شائعة أيام خوان رويث على ألسنة الحكائين في كل مكان.
الكونت لوقانور
وضع هذا الكتاب - الذي يعتبر من درر الأدب الإسباني المبكر - خوان مانويل (1282-1348م). والكتاب يسمى أحيانا «كتاب باترونيو» وأيضا «كتاب الأمثولات». وهو يمثل حلقة من حلقات الاندماج بين الثقافتين الإسلامية والمسيحية التي تمثلت في أوائل المؤلفات في الأدب الإسباني. فكثير من قصص ألكونت لوقانور مأخوذ عن أصول عربية، ولا غرو، فقد كان خوان مانويل عليما بالعربية ويقرأ بها، بل ويتضمن كتابه بعض العبارات العربية الدارجة مكتوبة بحروف لاتينية.
والكتاب يماثل كتاب كليلة ودمنة، في أنه عبارة عن نصائح ومواعظ قصصية يتلقاها ألكونت لوقانور من معلمه ومرشده باترونيو. فكل مرة يسأل ألكونت سؤالا، يرد عليه المعلم بقصة، ينهيها بالعظة منها في «قفلة» شعرية. وحكايات الكتاب مستوحاة من القصص العربية التي شاعت في إسبانيا والتي تضمنتها الكتب التي ذكرناها آنفا. ومن أشهر قصص الكتاب «حكاية المعتمد ملك إشبيلية مع زوجته الرميكية»، التي تصور عدم رضا المرأة مهما فعل زوجها لتلبية رغباتها. وكثير من تلك القصص لها مقابلها في ألف ليلة وليلة، بعضها صريح النسبة، وبعضها مغطى بطبقة إسبانية مسيحية محلية. فنحن نجد فيه قصة الثعلب (وهي هنا ثعلبة) والغراب، والملك ووزيره، والملك وأولاده الثلاثة، وقصة الابن الذي أراد أن يختبر إخلاص أصدقائه له ... إلخ . كذلك تكثر القصص المتعلقة بالعرب والمسلمين في المجموعة، مما يشي بتأثيرهم في الجو الثقافي الذي كان سائدا هناك آنذاك.
الديكاميرون
والمؤلف هو جيوفاني بوكاتشيو الذي عاش في إيطاليا في الفترة من 1313م إلى 1375م، وتلقى مصادر ثقافته عن طريق المؤلفات اللاتينية، ثم تعرف على بترارك وتأثر بدانتي. وقد أصدر عدة كتب قبل أن يقدم على تأليف كتابه الأساسي، الديكاميرون. والكتاب عبارة عن حكايات متعددة تلقى ضمن قصة إطارية، سنذكر تفاصيلها في فصل القصة الإطار. والواقع أننا سنعرض في هذا الكتاب كثيرا للديكاميرون، فهو يدخل في اختصاص أكثر من فصل من فصول كتابنا. وسنتعرض هنا لموضوعات قصصه التي تماثل حكايات وردت في ألف ليلة وليلة وغيرها من الكتب ذات الأصل الشرقي، وإن كان مؤلف الكتاب لم يطلع على الحكايات العربية ذاتها، فإنه كان أليفا بها عن طريق انتقالها شفاهة وحكاية من إسبانيا إلى البلاد الأوروبية المجاورة ومنها إيطاليا. فقصص الديكاميرون تمتلئ بمغامرات الحب والجنس مثل قصص ألف ليلة، وتزخر بتصوير نفاق الكثير من رجال الدين وتهالكهم على الملذات الدنيوية، والخدع التي تقوم بها بعض النساء ومكرهن واحتيالهن إلى الوصال مع من يحببن بشتى الطرق والوسائل. وأكبر دليل على الأثر العربي في الديكاميرون، القصة التي روتها «فيلومينا» في اليوم الأول عن «ملخي صديق» اليهودي وصلاح الدين الأيوبي؛ وتحكي فيها كيف احتاج صلاح الدين إلى الحصول على تمويل من اليهودي الثري، فاستدعاه من الإسكندرية وسأله: أي دين من الأديان الثلاثة - اليهودية والمسيحية والإسلام - هو الدين الصحيح؟ وأدرك اليهودي الماكر أنها مكيدة من السلطان، فحكى له قصة الخاتم الثمين الذي كانت إحدى الأسر العريقة تتوارثه من قديم الزمن، وكان عاهل الأسرة يعطيه لمن يعتبره أحكم أبنائه. ويصل الخاتم إلى أب له ثلاثة أبناء، لم يكن يفضل واحدا منهم على الآخرين، فلما حضرته الوفاة أمر بصنع خاتمين مشابهين تماما للخاتم الثمين بحيث لا يمكن التفريق بينهم، وأعطى خاتما لكل واحد من الأبناء على حدة. وبعد وفاة الأب، فوجئ الأولاد الثلاثة بأن مع كل واحد منهم الخاتم الثمين، ولم يكن في مستطاع أحد أبدا التعرف على الخاتم الأصيل من بين تلك الخواتم الثلاثة. وأنهى اليهودي قصته قائلا: وهكذا أقول لك يا مولاي إن نفس الشيء ينطبق على النواميس الثلاثة التي منحها الرب لشعوبه الثلاثة، فكل واحد منهم يعتبر نفسه الوريث الشرعي للدين الإلهي، وأن دينه هو الدين الصحيح، ولكن - كما هو الحال مع الخواتم الثلاثة - تظل الحقيقة غير معروفة. ويدرك صلاح الدين أن الرجل قد تخلص بحكمته من مغبة الرد، فضحك وأطلعه على حاجته إلى المال، ورحب اليهودي بإقراضه ما يريد. وقد رد السلطان بعد ذلك ما أخذه من المال، وقرب إليه اليهودي الحكيم الذي أصبح من خلصائه.
ومن الواضح أن بوكاتشيو ما كان له أن يؤلف قصة كهذه من نسج خياله، بل هو قد أثبتها وطورها بعد أن قرأها أو سمعها شفاهة من أفواه الرواة باللغة التي يعرفها. وكان الكثير من الحكايات التي أتى بها العائدون من الحملات الصليبية تتعلق بصلاح الدين الأيوبي وعلاقاته بالأوروبيين وتتغنى بصفاته الحميدة وفروسيته الكريمة، ولا شك أن هذه واحدة منها.
Halaman tidak diketahui