تمهيد
1 - قصة التاجر وزوجته
2 - قصة الصياد والجني
3 - قصة الحمال
4 - قصة الدرويش الأول
5 - قصة الدرويش الثاني
6 - قصة الدرويش الثالث
7 - قصة سندباد البحار وسندباد الحمال
8 - قصة علاء الدين
9 - قصة علي بابا واللصوص الأربعون
Halaman tidak diketahui
خاتمة
تمهيد
1 - قصة التاجر وزوجته
2 - قصة الصياد والجني
3 - قصة الحمال
4 - قصة الدرويش الأول
5 - قصة الدرويش الثاني
6 - قصة الدرويش الثالث
7 - قصة سندباد البحار وسندباد الحمال
8 - قصة علاء الدين
Halaman tidak diketahui
9 - قصة علي بابا واللصوص الأربعون
خاتمة
ألف ليلة وليلة
ألف ليلة وليلة
قصص من التراث
ترجمة
أميرة علي عبد الصادق
تمهيد
قصة الملك شهريار وشهرزاد
يحكى أنه في قديم الزمان عاش ملكان عظيمان شقيقان يدعيان شهريار وشاهزمان. كان شهريار هو الأكبر سنا، وامتد سلطانه إلى أقاصي الأرض.
Halaman tidak diketahui
شعر شهريار برغبة في رؤية أخيه، فطلب من كبير وزرائه الذهاب لإحضاره إليه. وعندما حضر شاهزمان، عانقه أخوه، وقضى الأخوان اليوم بأكمله معا، ولاحظ شهريار الشحوب والمرض على أخيه.
مرت الأيام، وشاهزمان يزداد نحولا، واعتقد شهريار أن أخاه مشتاق لوطنه، لكن تبين أن الأمر أسوأ من ذلك بكثير. فبعد عشرة أيام، انهار شاهزمان وأخبر أخاه بالسبب الرئيسي وراء أحزانه. لقد هجرته زوجته الملكة، وهو الآن كسير الفؤاد. وقص على شهريار كيف تعرض للخيانة، ولم يستطع الملك العظيم تصديق ما تسمعه أذناه.
وبعد سماع ما رواه أخوه، غضب شهريار غضبا شديدا حتى إنه فقد صوابه، وقرر أنه لا يمكن الثقة في أي امرأة قط، وخطط لأمر مريع. استدعى الملك وزيره، وطلب منه أن يبحث له عن زوجة. وكان يعتزم الزواج منها يوما واحدا ثم قتلها، على أن يستمر في ذلك حتى يقضي على جميع النساء في مملكته.
كان للوزير ابنة كبرى تدعى شهرزاد، وأخرى صغرى تدعى دينارزاد. طالعت الابنة الكبرى كتبا كثيرة واتسمت باتساع ثقافتها. وعندما سمعت بمخطط الملك البغيض، قالت لوالدها: «أود أن تزوجني الملك شهريار، حتى أتمكن من إنقاذ شعبنا أو الموت مثل باقي الفتيات.»
وعند سماع الوزير ما قالته ابنته، استشاط غضبا وحرم عليها الزواج من الملك. وأخذا يتجادلان معا فترة طويلة، لكن شهرزاد لم تكن لتغير رأيها، فأرسلها الوزير لتصبح زوجة الملك، وهو يقول: «أدعو الله ألا يحرمني منك.»
غمرت السعادة قلب شهرزاد، وبعد أن تهيأت وحزمت أمتعتها، ذهبت إلى أختها الصغرى، دينارزاد، وقالت لها: «أختاه، أنصتي إلي جيدا. عندما أذهب إلى الملك، سأرسل في طلبك، وعندما تحضرين، عليك أن تقولي: «أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا قصة.» فبذلك سيطلق الملك سراحي، وسأنقذ الناس في المملكة. عليك أن تثقي في هذه الخطة.»
فأجابت دينارزاد: «عظيم.»
في تلك الليلة، اصطحب الوزير شهرزاد إلى الملك العظيم شهريار، وزوجها له. لكن عندما ذهب الملك شهريار للنوم في تلك الليلة، بكت شهرزاد. وعندما سألها الملك عن سبب بكائها، أجابت: «لدي أخت، وأود أن أودعها.»
فأرسل الملك في طلب الأخت التي حضرت وجلست على الأرض بجانب السرير. قالت دينارزاد: «أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا إحدى رواياتك الممتعة لنمضي الليلة، فأنا أخشى غيابك عني.»
استدارت شهرزاد نحو الملك شهريار، وقالت: «هل تأذن لي برواية قصة؟» فرد شهريار: «نعم.» وسعدت شهرزاد للغاية، وقالت: «اسمعا.»
Halaman tidak diketahui
الفصل الأول
قصة التاجر وزوجته
الليلة الأولى
بلغني - أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد - أنه كان هناك تاجر ثري يعد لزيارة بلد آخر. فملأ حقائبه بالخبز والتمر، وامتطى حصانه. واستمر سفره عدة ليال في رعاية الله حتى وصل إلى وجهته. وعند الانتهاء من زيارته، توجه عائدا إلى وطنه. فسافر مدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع وجد بستانا، فدخله ليستظل فيه من الشمس. جلس على ضفة جدول مائي تحت شجرة جوز، وأخرج بعض أرغفة الخبز وحفنة من التمر، وبدأ في الأكل ملقيا نوى التمر عن يمينه وعن يساره حتى اكتفى، ثم نهض وتلا صلاته.
وما كاد ينهي صلاته حتى رأى جنيا كبيرا أمامه ممسكا بسيف في يده، ويقف بقدميه على الأرض ورأسه تناطح السحاب. صاح الجني: «انهض حتى أتمكن من قتلك بهذا السيف، كما قتلت ابني.»
فزع التاجر، وقال: «أقسم بالله أنني لم أقتل ابنك، كيف حدث ذلك؟» قال الجني: «ألم تجلس، وتخرج بعض التمر من حقيبتك، وتأكله ملقيا النوى حولك؟» رد التاجر: «نعم، فعلت.» فقال الجني: «عندما كنت تلقي النوى، كان ابني يسير بجوارك، فصدمته واحدة وقتلته، وعلي أن أقتلك الآن.»
قال التاجر: «يا إلهي، أرجوك لا تقتلني.» فرد الجني: «أقسم بالله أن أقتلك كما قتلت ابني.» قال التاجر: «إذا كنت قد قتلته، فقد فعلت ذلك عن طريق الخطأ. أرجو أن تسامحني.» رد الجني: «يجب أن أقتلك.» وأمسك بالتاجر، وألقى به على الأرض.
بدأ التاجر في البكاء على زوجته وأبنائه، ورفع الجني سيفه بينما كان التاجر غارقا في دموعه، وقال: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.» •••
اقترب طلوع الصبح عند هذه النقطة من القصة، فسكتت شهرزاد تاركة الملك شهريار يتحرق شوقا لسماع باقي القصة. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وجميلة!» فردت شهرزاد: «إنها لا تقارن بما سأخبركما به ليلة غد، هذا إن أبقى علي الملك وتركني أعيش. فالقصة ستصبح أفضل وأكثر إمتاعا.» فكر الملك: «سأبقي عليها حتى أسمع بقية القصة، ثم أقتلها في اليوم التالي.»
الليلة الثانية
Halaman tidak diketahui
ظل الملك شهريار يعمل طوال اليوم التالي، وعاد إلى المنزل في الليل إلى شهرزاد. فقالت دينارزاد لأختها: «رجاء يا أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة الجني والتاجر.» فردت شهرزاد: «بكل سرور، أيها الملك السعيد.» •••
بلغني - أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد - أنه عندما رفع الجني سيفه، قال له التاجر متوسلا: «أرجوك دعني أودع أسرتي وزوجتي وأبنائي قبل أن تقتلني.» وسأله الجني: «هل تقسم بالله أنني إذا تركتك تذهب، فسوف تعود بعد سنة من تاريخ هذا اليوم؟» فرد التاجر: «نعم، أقسم بالله.»
وبعد أن أقسم التاجر بذلك، تركه الجني يذهب، فامتطى حصانه ومضى في طريقه، ليصل أخيرا إلى منزله وزوجته وأبنائه. وعندما رآهم، أخذ يبكي بحرقة؛ فسألته زوجته: «ما بك يا زوجي؟ لماذا تشعر بالحزن وجميعنا سعداء ونحتفل بعودتك إلينا؟» فأجاب: «ولماذا لا أحزن وما تبقى لي من العمر سوى سنة واحدة فقط؟» ثم أخبرها بكل شيء حدث مع الجني.
عندما سمعت أسرته ما قاله، أخذوا يبكون، وكان يوما حزينا حيث تجمع جميع الأطفال حول والدهم. قضى التاجر ما تبقى من العام على هذه الحال، ثم صلى لربه وودع أسرته. فتعلق أبناؤه برقبته، وبكت بناته، وناحت زوجته. فقال لهم: «يا أبنائي، هذه مشيئة الله.» ثم انصرف، وامتطى حصانه، وسافر حتى وصل إلى البستان.
جلس التاجر في المكان الذي تناول فيه التمر في انتظار الجني والدموع تملأ عينيه. وأثناء انتظاره، اقترب منه رجل عجوز يقود كلبين مربوطين بحزامين حول عنقيهما، وألقى عليه التحية. فرد عليه التاجر التحية. سأله الرجل العجوز: «لماذا تجلس هنا، يا صاحبي، في هذا المكان الممتلئ بالجن والشياطين؟ فما من شيء في هذا البستان المسكون سوى الحزن والأسى.»
أخبره التاجر بكل ما حدث مع الجني، فاندهش الرجل العجوز من القصة، وقال: «إن وعدك بالرجوع إلى هنا من أفعال الشجعان. والله لن أتركك حتى أرى ما سيحدث مع الجني.» وجلس بعد ذلك بجانبه وتبادلا أطراف الحديث. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. ومع طلوع الفجر، قالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وجميلة!» فردت شهرزاد: «ليلة غد، سأخبركما بما هو أفضل وأكثر إمتاعا.»
الليلة الثالثة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد لأختها: «رجاء يا أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة التاجر، فأنا أود سماعها.» فأجابت شهرزاد: «كما تشاءان.» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أنه بينما كان التاجر والرجل صاحب الكلبين الأسودين يتحدثان معا، أبصرا فجأة ترابا يتصاعد، وعندما تبدد، شاهدا الجني وهو يقترب منهما ممسكا بسيف فولاذي في يده. ووقف أمامهما دون أن يلقي التحية، وقال للتاجر: «تأهب للموت.» فأخذ التاجر والرجل العجوز في البكاء.
Halaman tidak diketahui
اقترب الرجل العجوز صاحب الكلبين الأسودين من الجني، وقال له: «إذا أخبرتك بما حدث لي ولهذين الكلبين، ووجدت روايتي أكثر غرابة وإدهاشا مما حدث لك مع التاجر، فهل ستعتقه؟» فأجاب الجني : «نعم، سأفعل.»
وبذلك، بدأ الرجل العجوز في رواية قصته: أيها الجني، هذان الكلبان هما شقيقاي. عندما توفي والدي، خلف وراءه ثلاثة أبناء، وأعطى كل واحد منا مثلما أعطى الآخر من المال. فأخذ كل منا ماله، وصار يمتلك متجرا. وبعد فترة وجيزة، باع أخي الأكبر - وهو أحد هذين الكلبين - محتويات متجره، وسافر في رحلة لتجارة السلع في الخارج لجني الكثير من الأموال. ومضت سنة كاملة حتى رأيت متسولا في متجري.
سألني المتسول وعيناه تملؤهما الدموع: «ألا تعرفني؟» وعندما دققت النظر فيه، تبين لي أنه أخي الأكبر. عانقته وأخذته إلى داخل المحل، وسألته ماذا حل به، فأجاب: «فقدت أموالي.»
اصطحبته معي إلى المنزل ومنحته نصف ما أملك من المال، وقلت له: «لتحيا حياتك وكأنك لم تصل إلى هذه الحال أبدا.» فأخذ الأموال عن طيب خاطر، وفتح متجرا آخر.
بعد ذلك بفترة وجيزة، عزم أخي الآخر - وهو هذا الكلب - على السفر في رحلة تجارية أيضا. وحاولنا منعه، لكنه لم يستمع إلينا. وبعد عام، عاد وحاله كحال أخيه بالضبط، فقلت له: «ألم أخبرك، يا أخي، ألا تذهب؟» بكى، وقال: «أخي، لقد خسرت كل شيء.»
اصطحبته معي إلى المنزل، وبعد أن تناولنا بعض الطعام، أخبرته أنني سأقتسم مالي معه بالتساوي. ففتح متجرا آخر، وبقينا معا فترة من الوقت. وأخيرا، طلب مني شقيقاي أن أذهب معهما في رحلة تجارية، لكنني رفضت، وسألتهما: «ألم تتعلما شيئا مما خضتما من مغامرات؟»
فتخليا عن الفكرة، وعملنا على مدار ستة أعوام في متاجرنا نبيع ونشتري، لكن في كل عام كانا يطلبان مني الذهاب معهما في رحلة تجارية. وفي النهاية، قلت لهما: «شقيقاي، أنا مستعد للذهاب معكما، كم تملكان من المال؟»
لقد فقدا كل أموالهما، لكن متجري شهد ازدهارا. لذا قسمت أموالي إلى جزأين، ثم قسمت الجزء الأول بين ثلاثتنا، وقلت لهما: «سأدفن الجزء الآخر في الأرض، تحسبا لأن يحدث لي ما حدث لكما.» وكان ردهما: «هذه فكرة رائعة.»
وبعد أن أغلقت متجري، ابتعنا سلعا تجارية، وأجرنا سفينة كبيرة، وبدأنا رحلتنا ، فأبحرنا طوال الليل والنهار مدة شهر. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. ومع طلوع الفجر، قالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وممتعة!» فردت شهرزاد: «ليلة غد، سأخبركما بما هو أكثر غرابة، إن كتب لي الله الحياة يوما آخر.»
Halaman tidak diketahui
الليلة الرابعة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد لأختها: «رجاء يا أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة التاجر، فأنا أود سماعها.» فأجابت شهرزاد: «بكل سرور.» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الرجل العجوز واصل رواية قصته للجني: أبحرنا أنا وشقيقاي مدة شهر في البحر المالح حتى وصلنا إلى مدينة ساحلية. دخلنا المدينة وبعنا سلعنا، واشترينا سلعا أخرى لننقلها معنا إلى السفينة. وعند وصولنا إلى شاطئ البحر، قابلت سيدة ترتدي ملابس بالية قبلت يداي، وقالت: «سيدي، لتسد إلي خدمة، وأعتقد أنني سأتمكن من مكافأتك عليها.» أجبتها: «سأسدي لك الخدمة دون مكافأة.» فقالت: «سيدي، لتتزوجني وتأخذني معك على متن هذه السفينة.»
أشفقت عليها، وهداني ربي إلى الموافقة. فمنحتها ثوبا جميلا، وتزوجنا، ثم أخذتها إلى السفينة، وأبحرنا ثانية. أحببتها كثيرا، وبقيت معها ليلا ونهارا متجاهلا شقيقي.
وفي هذه الأثناء، شعر شقيقاي بالغيرة مني، وخططا لقتلي. وفي إحدى الليالي، انتظرا حتى نمت بجانب زوجتي، ثم حملانا، وألقيا بنا في البحر.
وعندما استيقظنا، تحولت زوجتي إلى شبح، وحملتني في البحر حتى وصلت بي إلى إحدى الجزر. وفي الصباح، قالت لي: «زوجي، لقد كافأتك بإنقاذك من الغرق. عندما رأيتك على شاطئ البحر، أحببتك وأتيت إليك متخفية، وأنت قبلت حبي. لكن الآن يجب أن أقتل شقيقيك.»
عندما سمعت ما قالته، اندهشت، وشكرتها على إنقاذ حياتي. أخبرتها بكل ما حدث لنا منذ وفاة أبينا، من البداية إلى النهاية. وعندما سمعت قصتي، غضبت بشدة، وقالت: «سأطير الآن إلى شقيقيك، وأغرق سفينتهما.»
فقلت لها: «بالله عليك، لا تفعلي. ففي النهاية هما شقيقاي.» وفي آخر الأمر، تمكنت من تهدئتها، وطارت معي، وأنزلتني على سطح منزلي. نزلت إلى الطابق السفلي، وحفرت الأرض لأخرج المال الذي دفنته، ثم خرجت ملقيا التحية على الناس في السوق، وفتحت متجري من جديد.
وعندما عدت إلى المنزل ذلك المساء، وجدت هذين الكلبين مقيدين. وما إن رأيتهما حتى توجها نحوي باكيين، وأخذا يتمسحان بي. وفجأة سمعت زوجتي تقول: «سيدي، هذان شقيقاك. سيبقيان على هذه الحال عشر سنوات، ولن يصيرا رجلين ثانية إلا بعد انقضاء هذه المدة.» ثم أخبرتني بالمكان الذي يمكنني العثور عليها فيه، ورحلت.
مرت السنوات العشر، وكنت في طريقي مع شقيقي إلى زوجتي لإبطال هذا السحر عندما التقيت بهذا الرجل هنا. وعندما سألته عن قصته، أخبرني أنك ستقتله، ووعدته ألا أتركه حتى أعلم ما سيحدث بينكما. هذه قصتي، أليست مثيرة للدهشة؟ •••
Halaman tidak diketahui
رد الجني: «والله، إنها لقصة غريبة ومدهشة، كما وعدت. لقد فزت، وسأعتق الرجل.» ثم أطلق الجني سراح الرجل، ورحل. شكر التاجر الرجل العجوز الذي هنأه بدوره على استرداد حريته. وعاد الرجل إلى منزله وأسرته، وعاش معهم سنوات عديدة حتى يوم مماته. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وممتعة!» فردت شهرزاد: «ليلة غد، سأروي لكما قصة الصياد، وهي قصة أكثر إثارة.»
الفصل الثاني
قصة الصياد والجني
الليلة الخامسة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد لأختها: «رجاء يا أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وقال الملك: «لتكن قصة الصياد.» فأجابت شهرزاد: «كما تشاءان.» •••
يحكى أنه كان هناك صياد عجوز للغاية، له زوجة وثلاث بنات. وكانوا فقراء للغاية حتى إنه لم يكن لديهم ما يكفيهم من الطعام كل يوم. كان هذا الصياد يلقي بشبكته في المياه أربع مرات يوميا.
وفي أحد الأيام، والقمر لا يزال في السماء، والنهار لم يطلع بعد، خرج الصياد متجاوزا أطراف المدينة وصولا إلى شاطئ البحر، ثم خاض في الماء، وألقى بشبكته، وانتظر حتى غاصت. وجمع الحبل، وبدأ في سحب الشبكة، وشعر أنها تزداد ثقلا حتى أصبح غير قادر على سحبها أكثر من ذلك. فخلع ملابسه وغطس في الماء، سابحا تحت الشبكة، وأخذ يهزها ويجرها حتى جلبها أخيرا إلى الشاطئ.
ذهب الصياد لفتح الشبكة، والسعادة تغمره. لكنه عندما فعل، لم يجد سوى جرة كبيرة فارغة. فحزن الصياد بعد كل هذا العمل، وقال: «يا له من صيد غريب!»
صلى الصياد لربه، ونظف شبكته وأصلحها، ونشرها لتجف، ثم خاض في الماء مرة أخرى وألقى بها ثانية. علقت الشبكة مرة أخرى، وكان عليه أن يغوص في الماء ليحررها. وعندما سحبها إلى الشاطئ، ونظر بداخلها، ملأت الدموع عينيه. لم يكن في الشبكة سوى لوح خشبي متعفن. فصاح: «هذا أغرب يوم شهدته عيناي!»
Halaman tidak diketahui
بسط الصياد شبكته مرة أخرى لتجف، ودعا ربه ثانية. وعندما جفت، ألقاها مرة ثالثة، وانتظر حتى غاصت. وعندما رفعها هذه المرة، لم يجد بداخلها سوى صخور وزجاجات مكسورة. فأخذ يبكي حظه السيئ.
رفع الصياد عينيه إلى السماء، وقال: «يا إلهي، أنت تعلم أنني ألقي بشبكتي في المياه أربع مرات فقط كل يوم، وقد ألقيتها ثلاث مرات بالفعل، ولم تعد هناك سوى محاولة واحدة. فاجعل البحر يساعدني يا إلهي!»
ألقى الصياد شبكته في الماء للمرة الرابعة، وشاهدها وهي تغوص. وعندما سحبها، لم تتحرك. فأخذ يهزها، واكتشف أنها معلقة في القاع. مرة أخرى، غاص في الماء، وعمل فترة طويلة على هزها حتى حررها وسحبها إلى الشاطئ. كان هناك شيء ثقيل بداخلها. وعندما فتحها، رأى جرة نحاسية بسدادة في طرفها.
سعد الصياد، وقال لنفسه: «سأبيعها في السوق، فهي تساوي بالتأكيد مبلغا كبيرا من المال.» وحاول تحريك الجرة، لكنها كانت ثقيلة للغاية حتى إنه لم يتمكن من زحزحتها. فقرر نزع السدادة، وإخراج محتويات الجرة. وتمكن أخيرا من نزعها باستخدام سكينه، ثم أمال الجرة على الأرض وهزها، لكن لم يخرج منها شيء، فأصابته دهشة بالغة.
لكن بعد برهة تصاعدت سحابة كبيرة من الدخان، وأخذت تزداد حجما حتى أخفت ضوء النهار. واستمر الدخان في التصاعد من الجرة، ثم تجمع وتشكل حتى تجسد أمامه جني قدماه على الأرض ورأسه تناطح السحاب. كانت رأسه تشبه القلعة، وفمه كالكهف ، وأسنانه أنياب مهيبة.
عندما رآه الصياد، ارتعد من الرعب، وتوقف فكه عن الحركة، وجف فمه. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مذهلة!» فردت شهرزاد: «ليلة غد، سأروي لكما شيئا أكثر تشويقا، هذا إن بقيت حية.»
الليلة السادسة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد لأختها: «رجاء يا أختاه، إذا لم يكن النوم يغالبك، فاروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة الجني والصياد.» فردت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الصياد سأل الجني: «أيها الجني، لماذا توجد في هذه الجرة؟» فأجاب الجني: «ابتهج!» سأله الصياد: «ولماذا أبتهج؟» فأضاف الجني: «ابتهج لأنك على وشك أن تقتل.»
Halaman tidak diketahui
عبس الصياد عند سماعه ذلك، وقال: «لماذا ترغب في قتلي وأنا أعدتك إلى هذا العالم؟»
فأجاب الجني: «تمن أمنية!» سعد الصياد ثانية، وقال: «ماذا أتمنى؟» فأجاب الجني: «أخبرني كيف تود أن تموت.»
سأل الصياد: «هل هذا جزاء تحريري لك من الجرة؟» فأجاب الجني: «لتسمع قصتي، أيها الصياد. لقد أغضبت الرب، فوضعني في هذه الجرة النحاسية، وأحكم غلقها، وألقى بي في البحر. وظللت هناك مائتي عام، وأنا أفكر: «أي شخص سيحررني، سأجعله غنيا.» لكن مرت الأعوام المئتان، ولم يحررني أحد. وعندما دخلت في المائة عام التالية، قطعت على نفسي عهدا بأن: «أي شخص سينقذني، سأجعله ملكا وأمنحه ثلاث أمنيات كل يوم.» لكن هذه الأعوام المائة انقضت، وأعوام أخرى كثيرة حتى الآن، ولم يحررني أحد. فغضبت غضبا عارما، ودمدمت لنفسي قائلا: «من الآن فصاعدا، أي شخص سيحررني، سأجعله يختار بنفسه كيف يموت.» وبعد فترة وجيزة، ظهرت أنت وحررتني، لذلك أخبرني كيف تود أن تموت.»
عندما سمع الصياد ما قاله الجني، رد عليه قائلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون. أبعد كل هذه السنوات، ولحظي السيئ، أحررك الآن. أعتقني، وسيعفو عنك الله. أما إذا قضيت علي، فسيقضي عليك الله.» فكرر الجني قوله: «أخبرني كيف تود أن تموت.»
أيقن الصياد الآن أنه سيموت، فبكى، وقال: «أبنائي، ربي لا تفرق بيني وبينهم.» واستدار ثانية للجني وقال: «بالله عليك، أعتقني جزاء لي على تحريري لك من هذه الجرة.» فأجاب الجني: «موتك هو جزاء إنقاذك لي.»
فكر الصياد بعد ذلك مع نفسه: «إنه ليس سوى جني، وأنا بشر. أنا أكثر ذكاء منه.» ثم سأله: «هل تعدني بالإجابة عن سؤال واحد قبل أن تقتلني؟» فأجاب الجني: «اسأل.» •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة ومذهلة!» فردت شهرزاد: «إنها لا تقارن بما سأرويه ليلة غد.»
الليلة السابعة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة الجني والصياد.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك - أن الصياد قال للجني: «بالله عليك، أخبرني هل كنت حقا داخل هذه الجرة.» فأجاب الجني: «أقسم بالله أنني كنت حبيس هذه الجرة.» قال الصياد: «أنت تكذب، فهذه الجرة ليست كبيرة بما يكفي لتسع إحدى يديك. فكيف تسع جسمك بأكمله؟» فرد الجني: «ألا تصدق أنني كنت بداخلها؟» قال الصياد: «نعم، لا أصدق.»
Halaman tidak diketahui
فانتفض الجني وتحول إلى دخان تصاعد وامتد فوق البحر وانتشر فوق الأرض، ثم تجمع وبدأ يدخل في الجرة. وعندما اختفى الدخان، صاح الجني من الداخل: «يا صياد، أتصدقني الآن؟»
أمسك الصياد السدادة على الفور، وثبتها بإحكام في فتحة الجرة، ثم صاح: «والآن، أيها الجني، أخبرني كيف تود أنت أن تموت، لأنني سألقيك في هذا البحر، وأقيم منزلا هنا على الشاطئ، وأحذر كل صياد يمر بالمكان من الجني الذي سيخيره بشأن كيفية موته.»
أدرك الجني أن الصياد خدعه، وقال: «أيها الصياد، لا تفعل ذلك بي، لقد كنت أمزح معك فقط.»
فرد الصياد: «إنك لأكثر الجن دناءة وخسة.» ثم بدأ يدحرج الجرة ناحية البحر. صاح الجني: «لا! لا!» لكن الصياد أجاب: «نعم! نعم!»
وأخيرا، طلب الجني بصوت رقيق: «أيها الصياد، إذا فتحت الجرة، فسأجعلك غنيا.» فرد الصياد: «أنت تكذب، وسأعاقبك بإلقاء هذه الجرة في قاع البحر!»
صاح الجني : «يا صياد، لا تفعل! حررني هذه المرة، وأتعهد بألا أزعجك أو أمسك بأذى أبدا، ولكنني سأجعلك غنيا.» عندما سمع الصياد ذلك، جعل الجني يتعهد أمام الله أنه إذا حرره وأطلق سراحه، فلن يؤذيه ولكن سيجعله غنيا.
بعد أن قطع الجني هذا العهد على نفسه، فتح الصياد الجرة، وبدأ الدخان في التصاعد ثانية. وعندما برز الجني، ركل الجرة بعيدا لتطير في الهواء وتصل إلى منتصف البحر. وعندما رأى الصياد ذلك، أيقن أنه سيموت قريبا. لكنه صاح: «أيها الجني، لقد تعهدت أمام الله. فلا تغدر بي، وإلا فسيهلكك الله.»
ضحك الجني عندما سمع ما قاله الصياد، ورد: «أيها الصياد، اتبعني.» وتبعه الصياد حتى وصلا إلى جبل خارج المدينة، فتسلقاه إلى الجانب الآخر ووصلا إلى غابة. وفي منتصف الغابة، كانت هناك بحيرة محاطة بأربعة تلال.
نظر الصياد إلى البحيرة متعجبا حيث امتلأت بأسماك متعددة الألوان. وطلب الجني من الصياد أن يلقي بشبكته. ففعل، ثم سحبها وبها أربع سمكات: «واحدة بيضاء، وأخرى حمراء، وثالثة زرقاء، ورابعة صفراء.»
قال له الجني: «والآن، خذ هذه الأسماك إلى ملك مدينتك، وسوف يمنحك ما يكفي لجعلك غنيا. لكن لا تصطد هنا أكثر من مرة واحدة في اليوم.» ثم ركل الجني الأرض، فانشقت وبلعته كاملا.
Halaman tidak diketahui
وفعل الصياد - يا سيدي الملك - كما أخبره الجني، وباع السمك مقابل مبلغ مناسب من المال. وأصبح يذهب كل يوم إلى البحيرة الغامضة، ويصطاد كل يوم أربع سمكات - بيضاء وحمراء وزرقاء وصفراء - ثم يبيعها للملك. ومنذ ذلك الحين، لم يمر يوم على زوجته وأبنائه بلا طعام. ونعموا جميعا بسعادة غامرة، وأخذ الصياد يحصي النعم التي أنعم عليه بها من اليوم الذي التقى فيه الجني الرهيب. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «أختاه، يا لها من قصة غريبة ومذهلة!» فردت شهرزاد: «إنها لا تقارن بالقصة التي سأرويها غدا، هذا إن بقيت على قيد الحياة.»
الفصل الثالث
قصة الحمال
الليلة الثامنة
في الليلة التالية، وعندما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد : «رجاء يا أختاه، اروي لنا قصة أخرى من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن قصة تفوق قصة الجني والصياد روعة.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن شابا يعمل حمالا عاش في مدينة بغداد، وكان يحمل السلع وينقلها. وفي أحد الأيام، وبينما هو واقف في السوق، متكئا على سلته، أتت إليه امرأة ترتدي نقابا من الحرير ووشاحا أنيقا ذهبي اللون. وعندما رفعت وجهها، لاحظ الشاب أن لديها عينين جميلتين داكنتي اللون. وقالت له بصوت رقيق: «يا حمال، احمل سلتك واتبعني.»
أخذ الحمال سلته، وأسرع خلفها، وهو يقول: «يا له من حظ حسن! يا له من يوم سعيد!» وسارت أمامه حتى وصلت إلى أحد المنازل، وعندما طرقت الباب، خرجت سيدة عجوز وأعطتها إبريقا ثقيلا. فوضعت الإبريق في السلة، وقالت: «يا حمال، احمل سلتك واتبعني.» فتبعها الحمال إلى بائع الفاكهة حيث ابتاعت تفاحا أحمر وأصفر، وخوخا، وليمونا، وبرتقالا. ووضعت كل ذلك في سلة الحمال، وطلبت منه أن يتبعها. ففعل، وهو يصيح: «يا له من حظ حسن! يا له من يوم سعيد!»
توقفت بعد ذلك عند الجزار، وطلبت عشرة أرطال من لحم الضأن الطازج، ووضعته في السلة، وقالت: «يا حمال، اتبعني.» اندهش الحمال من كل الأشياء الرائعة التي كانت تشتريها. ووضع السلة على رأسه، وتبعها إلى البقال والمخبز ومحل بيع الأدوية. ووضعت هي كل سلعها في السلة، واستدارت إلى الحمال، وقالت: «احمل سلتك، واتبعني.»
حمل الحمال السلة، وسار خلفها حتى وصلت إلى منزل كبير ذي أعمدة ضخمة وباب مزدوج مغطى بالعاج والذهب البراق. توقفت المرأة عند الباب، وطرقته برقة. •••
Halaman tidak diketahui
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «أختاه، يا لها من قصة غريبة ومذهلة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا.»
الليلة التاسعة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا واحدة من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة الحمال.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الحمال وقف ومعه السلة، فانفتح الباب. ألقى الحمال نظرة ليرى من فتح الباب، فرأى امرأة أخرى جميلة ذات جبهة عريضة كالقمر الوليد، وأسنانها بيضاء كصف من اللآلئ.
عندما رآها الحمال، صاح: «هذا أكثر يوم مبارك شهدته!» ثم قالت المرأة التي فتحت الباب لتلك التي تسوقت: «أختاه، ماذا تنتظرين؟ ادخلي ودعي هذا الرجل المسكين ينزل سلته.»
دخلت المرأة المتسوقة والحمال المنزل، وتبعتهما من فتحت الباب إلى ردهة كبيرة يتوسطها حوض مياه في منتصفه نافورة، وفي نهايتها ستارة من الحرير الأحمر. فتحت الستارة، وظهرت من خلفها امرأة أخرى مبهرة وجهها يفوق الشمس إشراقا. سارت نحوهم وقالت: «لماذا تقفان هكذا؟ لتخففا الحمل عن هذا الرجل المسكين.»
ساعدت الشقيقات الثلاث الحمال في إنزال السلة وإفراغها، وكدسن كل شيء في أكوام منظمة، وأعطين الحمال إكرامية.
عندما رأى الحمال مدى جمال هؤلاء السيدات وسحرهن، والسلع الكثيرة التي كدسنها حولهن، لم يرغب في الرحيل. سألته إحداهن: «لماذا لم تذهب؟ هل الإكرامية قليلة؟» ثم استدارت إلى أختها وقالت: «أعطيه مزيدا من المال.»
أجاب الحمال: «يا إلهي، المال ليس قليلا، لكنني لاحظت أنه لا يوجد هنا من يسليكن. تحتاج المائدة أربعة أرجل، وأنتن ثلاثة، وبالتأكيد تحتجن لشخص رابع معكن.»
عندما سمعن ما قاله، أجبن: «مرحبا بانضمامك إلينا.» ثم أخرجت الشقيقات الثلاث جميع صنوف الطعام والشراب إلى جانب حوض المياه. وظن الحمال أنه يحلم. أخذ الحمال والسيدات يأكلون ويشربون ويغنون، ثم يأكلون ويشربون ويغنون أكثر. وملأت البهجة نفس الحمال، وبدأ يرقص ويمزح، والشقيقات الثلاث يرقصن ويمزحن معه. وقضوا ساعات طوال على هذا الحال، يأكلون ويغنون ويمرحون. •••
Halaman tidak diketahui
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «أختاه، يا لها من قصة غريبة ومذهلة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا، هذا إن بقيت على قيد الحياة.»
الليلة العاشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا المزيد من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن ما تبقى من قصة الحمال.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
عندما حل الليل، قالت الشقيقات الثلاث للحمال: «سيدي، لقد حان الوقت لتنهض. فلترتدي خفيك وترحل.» فرد الحمال: «إن خروج روحي من جسدي أهون علي من فراقكن. دعونا نواصل ما نحن عليه، ثم نفترق في الصباح.»
قالت المتسوقة: «شقيقتي، دعاه يبقى، ولنواصل متعتنا.» وافقت الشقيقتان، لكن قالتا: «سيدي، يجب أن توافق على أمر واحد. انهض واذهب لترى ما هو مكتوب على الباب الأمامي لمنزلنا.»
فنهض الحمال، وذهب إلى الباب، فوجد هذه الكلمات بحروف ذهبية: «من يتدخل في شئون غيره، يلق عقابا عظيما.» عاد الحمال وقال: «أعدكن ألا أسأل عن أي شيء لا شأن لي به.»
أضاءوا بعد ذلك المصابيح، وقضوا وقتا طويلا يضحكون ويمزحون ويستمتعون بوقتهم. وفجأة، سمعوا طرقا على الباب. فنهضت إحدى السيدات، وتوجهت إلى الباب، وعادت بعد برهة وهي تقول: «شقيقتي، إذا أصغيتما إلي، فستحظيان بليلة ممتعة تتذكرانها دائما.» فسألاها: «كيف ذلك؟»
فأجابت: «يقف ثلاثة دراويش عور بالباب، كل منهم حليق الرأس والذقن. وصل رجال الدين الثلاثة إلى بغداد لتوهم، ولم يشاهدوا مدينتنا العظيمة من قبل. ونظرا لكونهم أغرابا وليس هناك مكان يمكنهم الذهاب إليه، طرقوا بابنا آملين في أن نسمح لهم بالنوم في الإسطبل، أو أن نقدم لهم غرفة يبيتون فيها الليلة. شقيقتي، هل توافقان على السماح لهم بالدخول فنستمتع بوقتنا؟»
وافقت الشقيقتان، وقالتا: «دعيهم يدخلون، لكن حذريهم من أن من يتدخل في شئون غيره، يلق عقابا عظيما.» فغادرت المتسوقة، وعادت مع الدراويش الثلاثة، الذين ألقوا التحية وانحنوا لهن. ووقفت الشقيقتان الأخريان لتحيتهم، وكن جميعا سعيدات بهذه الزيارة.
عندما رأى الدراويش الردهة الجميلة المليئة بالطعام والشراب، والأخوات الثلاث الجميلات، قالوا جميعا في وقت واحد: «يا إلهي، هذا رائع.» ضحكت السيدات وجلسن مع الحمال والدراويش. أخذوا يأكلون ويشربون حتى قال الحمال للدراويش: «يا أصدقاء، هل ترفهون عنا بشيء ما؟» •••
Halaman tidak diketahui
هنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وجميلة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا.»
الليلة الحادية عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصص الممتعة.» وأضاف الملك: «أخبرينا بما حدث للدراويش.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك - أن الدراويش الثلاثة طلبوا آلات موسيقية، وأن حارسة الباب أحضرت لهم دفا ونايا وقيثارا. فنهض الدراويش وأخذوا الآلات، وضبطوها، وبدءوا العزف والغناء والسيدات يغنين من حولهم حتى صار صوتهم مرتفعا للغاية. وفي آخر الأمر، سمعوا طرقا عنيفا على الباب، فذهبت حارسة الباب لتعرف ما الأمر.
تصادف في ذلك الوقت وصول الخليفة، حاكم الناس، ووزيره جعفر إلى المدينة. وعند مرورهما بالباب، سمعا أصوات الموسيقى والضحك.
قال الخليفة: «جعفر، أود الدخول إلى هذا المنزل وزيارة من بداخله.» فرد جعفر: «يا أمير المؤمنين، هؤلاء الناس لا يعرفون من نحن، وأخشى ألا يرحبون بنا.» قال الخليفة: «لا تجادل، سأدخل المنزل.» فطرق جعفر الباب، وعندما فتحت المرأة الباب، تقدم الوزير، وقبل الأرض أمامها وهو يقول: «سيدتي، نحن تاجران فقيران مررنا ببابكم، فسمعنا أصوات الموسيقى والضجيج، ونرجو السماح لنا بالدخول ومنحنا مأوى نبيت فيه الليلة.»
أشفقت عليهما المرأة، وسمحت لهما بالدخول. وعندما دخل الرجلان الردهة، نهض الجميع - الشقيقتان والدراويش والحمال - لتحيتهما، ثم جلسوا جميعا. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إن بقيت على قيد الحياة.»
الليلة الثانية عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء، اروي لنا حكاية أخرى رائعة.» وأضاف الملك: «لتكن بقية قصة الشقيقات الثلاث.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
Halaman tidak diketahui
بلغني - أيها الملك - أنه بعد دخول الخليفة وجعفر وجلوسهما، استدارت السيدات لهما وقلن: «يسعدنا نزولكما ضيوفا لدينا، لكن يجب أن تفهما أمرا واحدا.» فسألا: «ما هذا الأمر؟» أجابت السيدات: «من يتدخل في شئون غيره، يلق عقابا عظيما.»
فأجاب الرجلان: «كما تشأن، نحن لا نريد التطفل.» وبرضاهن عن هذه الإجابة، جلست الشقيقات للترفيه عنهما. تناول الجميع الطعام والشراب، وعلا الغناء والرقص والإثارة. واندهش الخليفة من رؤية الدراويش العور، ومن عزفهم الجيد على الناي والدف والقيثار. أيضا أدهشته رؤية الشقيقات الثلاث وما يتمتعن به من جمال وسحر ورشاقة ولطف.
وفيما بعد في هذه الليلة، وبعد الكثير من الشرب والحديث والغناء، نهضت الشقيقات عن مقاعدهن، ونظفت حارسة الباب المائدة وأخلت منتصف الردهة، وجعلت الدراويش يجلسون على مائدة واحدة، والخليفة وجعفر على أخرى.
أخرجت بعد ذلك المتسوقة كلبين أسودين، وقادتهما إلى منتصف الردهة. بدأت الشقيقات في الرقص بينما شاهدهم الجميع والدهشة تملؤهم. وفك قيد الكلبين لترقص الشقيقات معهما. وأخذن في الدوران حتى خارت قوة أحد الكلبين وسقط من الإعياء. انحنت إحدى الشقيقات وقبلته على جبينه، ورقصن ثانية، وأخذن يدرن بعنف حتى فقد الكلب الآخر وعيه.
أراد الخليفة معرفة المزيد عما كان يشاهده، لكن جعفر أوقفه قائلا: «هذا ليس الوقت المناسب لطرح الأسئلة.»
وعند الانتهاء من الرقص - أيها الملك السعيد - أبعد الكلبان الأسودان ثانية، وعادت الشقيقات، وانتقلن إلى الأرائك مع ضيوفهن. كانت المصابيح لا تزال مضاءة، ولا يزال هناك طعام وشراب، لكن شعر الرجال بالدهشة والحيرة مما يشهدونه من أحداث. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا، هذا إن بقيت على قيد الحياة.»
الليلة الثالثة عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا واحدة من قصصك الرائعة لنمضي الليلة.» وأضاف الملك: «لتكن أكثر إثارة من القصة السابقة.» فأجابت شهرزاد: «حسنا، بالتأكيد!» •••
بلغني - أيها الملك - أن المتسوقة نهضت وغادرت الغرفة، وعادت حاملة حقيبة حريرية من اللونين الأخضر والأصفر. أخرجت عودا منها، وبدأت في غناء أغنية حزينة وهي تعزف على أوتاره. كانت الأغنية حزينة حتى إنها حركت مشاعر حارسة الباب وجعلتها تذرف الدموع. نظر الخليفة إليها، وقال لجعفر: «يا إلهي، لا بد أن أعلم ما حدث هنا.»
Halaman tidak diketahui
حذره جعفر: «سيدي، هذا ليس الوقت المناسب. لقد أعلمتنا هؤلاء السيدات بأن من يتدخل في شئون غيره، يلقى عقابا عظيما.» لكن الخليفة رد عليه قائلا: «بالله عليك، سأطلب تفسيرا لهذا.»
واستدار الخليفة إلى الدراويش، وقال: «أنتم من أفراد المنزل، ربما يمكنكم تفسير هذه المشاهد الغريبة لنا.» فأجابوا: «نحن لا نعلم شيئا، ولم نر هذا المكان قط قبل الليلة. هذا الرجل الموجود بجانبك يمكن أن يجيبك.»
وأشاروا إلى الحمال، لكنه أجاب: «مع أنني نشأت هنا في بغداد، والله ما دخلت هذا المنزل في حياتي قط قبل اليوم.» ثم قال الخليفة: «نحن ستة رجال أشداء. فهل تنضمون إلي في طلب الإجابة عما رأيناه هنا؟»
فوافقوا على الأمر، فيما عدا جعفر الذي قال: «دع هؤلاء السيدات وشأنهن. نحن ضيوفهن، وكما تعلم، فإننا قطعنا عهدا لهن.» ثم همس في أذن الخليفة: «اتركهن هذه الساعة الأخيرة من الليل، وغدا صباحا سوف أعود وأحضرهن ليمثلن أمامك ويروين لك قصتهن.»
لكن الخليفة صاح فيه قائلا: «لا يمكنني الانتظار أكثر من ذلك! دع الدراويش يسألونهن.» فرد جعفر: «هذه ليست فكرة جيدة.» وأخذ الرجلان يصرخان ويتشاجران.
وعندما سمعت السيدات الضجيج الذي كانا يحدثانه، سألت إحداهن: «ما الأمر؟» جاء إليها الحمال، وقال: «سيدتي، هؤلاء الرجال يريدون أن تروين لهم قصتكن وتفسرن الأمور الغريبة التي جرت هنا الليلة.»
عادت المرأة إلى الغرفة، وسألت: «هل ما يقوله صحيح؟» فأجاب الزوار: «نعم.» فيما عدا جعفر الذي لزم الصمت. وعند سماع الشقيقات لهذا الرد، قالت إحداهن: «يا أصدقاء، لقد أسأتم إلينا. ألم نخبركم بشرطنا: «أن من يتحدث فيما لا يعنيه، يسمع ما لا يرضيه»؟ لقد استقبلناكم في منزلنا، وأطعمناكم من طعامنا، وبعد كل ذلك تسيئون إلينا.»
وضربت الأرض بعد ذلك بقدمها ثلاث مرات، وهي تنادي: «احضروا على الفور.» فانفتح باب وخرج منه ستة رجال يحملون سيوفا في أيديهم. وفي لمح البصر، قيد هؤلاء الرجال الضيوف من أيديهم وأرجلهم، وربطوهم بعضهم إلى بعض، ثم اقتادوهم إلى منتصف الردهة، ووقف كل واحد منهم بجانب أحد الضيوف شاهرا سيفه فوق رأسه. وقالوا: «أيتها السيدات الكريمات، فلتأذن لنا بقطع رءوسهم.» فردت إحدى الشقيقات: «انتظروا لحظة حتى أطرح عليهم سؤالا.» فصاح الحمال: «اللهم أسألك النجاة. يا سيدتي، لا تقتليني بذنب شخص آخر!» ثم أخذ في النحيب والبكاء والتوسل.
ضحكت المرأة، وتوجهت ناحية مجموعة الرجال، وقالت لحاملي السيوف: «من يخبرنا بقصته، ويوضح لنا ما حدث له وما أتى به إلى هذا المكان، فأطلقوا سراحه. لكن من يرفض، فاقطعوا رأسه.» •••
هنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إن بقيت على قيد الحياة.»
Halaman tidak diketahui
الليلة الرابعة عشرة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصة المذهلة.» وأضاف الملك: «فلتخبرينا بما حدث للزوار الستة.» فأجابت شهرزاد: «حسنا، بالتأكيد!» •••
بلغني - أيها الملك - أن أول من تقدم للحديث كان الحمال، الذي قال: «سيدتي، أنت تعلمين أن سبب مجيئي إلى هذا المكان هو استعانة هذه المرأة بي كأجير، والتي تقدمتني من متجر إلى آخر حتى وصلنا في النهاية إلى هذا المنزل. هذه هي قصتي.» فأجابت المرأة: «يمكنك الذهاب.» لكنه رد قائلا: «لا والله لأبقين حتى أسمع روايات الآخرين.»
الفصل الرابع
قصة الدرويش الأول
تقدم بعد ذلك الدرويش الأول وقال: يا سيدتي، إن سبب فقداني لعيني وحلاقة لحيتي على هذا النحو هو أن والدي كان ملكا، وكان أخوه ملكا هو الآخر ولديه ابن وابنة. وبمرور السنوات، اعتدت زيارة عمي من حين لآخر. ونمت بيني وبين ابن عمي صداقة قوية.
في أحد الأيام، زرت ابن عمي، وتعامل معي بلطف غير معتاد. وأعد وليمة ضخمة، وبعد أن أكلنا وشربنا حتى شبعنا، قال لي: «يا ابن العم، أود أن أريك شيئا ما، لكن يجب أن تبقي الأمر سرا.» فأجبته: «بكل سرور.» وبعد أن جعلني أقسم على ذلك، قال: «تعال معي.»
تبعته إلى مقبرة، ووقفنا هناك أمام قبر ضخم. كسر ابن عمي جدار القبر وفتحه ملقيا الحجارة على الجانب، وتبعته إلى الداخل. فأراني لوحا حديديا بحجم باب صغير. رفع اللوح، وكشف عن سلم متعرج، ثم قال لي: «هناك خدمة أخيرة أود أن أطلبها منك. بعد أن أنزل إلى هذا المكان، ضع اللوح الحديدي مرة أخرى من فوقي.»
بعد أن اتبعت إرشاداته، غادرت وقضيت ما تبقى من الليلة في منزل عمي. وعندما استيقظت صباح اليوم التالي، وتذكرت أحداث الليلة الماضية، ظننت أن الأمر كله كان حلما. سألت عن ابن عمي، لكن لم يستطع أحد إخباري بأي شيء، ثم ذهبت إلى المقبرة وبحثت عن القبر، لكنه اختفى. قضيت الليل لا أستطيع النوم في منزل عمي، وكدت أجن من القلق، لكنني كنت قد تعهدت بألا أقول أي شيء عما رأيته. وأخيرا، عزمت العودة إلى مدينة والدي.
ما إن دخلت بوابات المدينة، حتى قبض علي، وضربت، وقيدت بالسلاسل. فقد تآمر وزير أبي عليه، وفرض سيطرته على المدينة. وحملني رجاله لأمثل أمامه، وقد كان من ألد أعدائي. حرق عيني عقابا لي، ثم أمر أحد سيافي والدي بأخذي إلى الغابة وقتلي هناك. اتبع الرجل أوامر الوزير، وكبلني إلى ظهر أحد الخيول، وقادني إلى البرية خارج المدينة. وأخيرا، هم بقتلي، فبدأت في البكاء بحرقة على ما حدث، وأخذ يبكي معي.
Halaman tidak diketahui
أشفق السياف علي وأطلق سراحي، وهو يقول لي: «انج بحياتك، ولا تعد إلى هذه الأرض أبدا، وإلا سيقتلونك ويقتلونني معك.» لم أكد أصدق حظي الحسن، فقبلت يده، ورأيت أن فقدان إحدى عيني أفضل من فقدان حياتي.
سافرت عائدا إلى مدينة عمي، وأخبرته بشأن الخيانة التي تعرض لها أبي. فقال لي: «أنا أيضا أعاني من حزن شديد. ابني مفقود ولا أعلم ما حدث له.» ثم بكى. ولم أستطع البقاء صامتا، وأخبرته بكل ما رأيته وفعلته. فرأيت حزن الملك يتحول إلى غضب؛ الأمر الذي أدهشني كثيرا. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إن بقيت على قيد الحياة.»
الليلة الخامسة عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصة المذهلة.» وأضاف الملك: «لتكن بقية قصة الدرويش الأول.» فأجابت شهرزاد: «حسنا، بالتأكيد!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الدرويش الأول قال للمرأة: عندما رأيت هذه النظرة، يا سيدتي، على وجه عمي، شعرت باستياء شديد، وقلت له: «بالله عليك يا عمي، لا تزد من شعوري بالذنب. فأنا مستاء بما يكفي لما حدث لابنك.» وكان رده: «يا ابن أخي، فلتعلم أن ابني كان يحب إحدى الجنيات بجنون، وكثيرا ما كنت أمنعه من رؤيتها، لكنه لم يستمع إلي، والآن أدركت كيف خطط لكل شيء من وراء ظهري. لقد أقام مقرا أسفل القبر الذي تتحدث عنه، وذهب لمقابلة حبيبته الجنية هناك. لقد فقدته الآن.»
فبكينا، ونظر إلي، وقال: «ستحل محل ابني.» لكن لم يكن هناك وقت للبكاء، إذ سمعنا قرع الطبول وأصوات الأبواق وصياح الرجال وهم يعطون الأوامر ببدء المعركة. سألنا عما كان يحدث، وعلمنا أن الوزير، الذي تخلص من والدي، يهاجم الآن المدينة بقوة عاتية، ولم يتمكن أحد من التصدي له.
كانت المعركة التي تلت ذلك رهيبة، وتمكنت من النجاة بأعجوبة. وعلمت أنني إذا وقعت في يدي الوزير، فسيقتلني ويقتل سياف والدي الذي أنقذ حياتي. وكانت أحزاني حينها أعظم من أي وقت مضى.
لم أستطع التفكير في أي وسيلة للهرب سوى حلاقة لحيتي وحاجبي لتغيير مظهري، وبالفعل فعلت ذلك. وتركت المدينة قاصدا بغداد ومتظاهرا بكوني درويشا، ولم يكشف أمري أحد. وكنت آمل أن أجد شخصا ما يساعدني في الوصول إلى الخليفة، أمير المؤمنين، حتى أخبره بقصتي. وصلت الليلة، وأثناء وقوفي عند بوابة المدينة، جاهلا أين يجب علي الذهاب، جاء هذا الدرويش الموجود بجانبي وألقى علي التحية. وبينما نحن نتحدث، انضم إلينا هذا الدرويش الآخر عند البوابة. وسار ثلاثتنا حتى هدانا الله إلى منزلكن وكان من كرمكن أن سمحتن لنا بالدخول. •••
قالت المرأة: «انهض، يمكنك الرحيل.» فرد عليها : «لا والله لأبقين حتى أسمع روايات الآخرين.» •••
Halaman tidak diketahui