221

الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة

الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة

Penerbit

(بدون)

Genre-genre

قال عطاء بن أبي رباح قال: نهوا عن الإِسراف في كل شيء (^١).
قال ابن كثير: «أي لا تسرفوا في الأكل لما فيه من مضرة العقل والبدن» (^٢).
روى النسائي في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ﵄ أن النبي ﷺ قال: «كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ» (^٣) (^٤).
وعن ابن عباس ﵁ أنه قال: «كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ» (^٥).
وروى الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معد يكرب ﵁: أن النبي ﷺ قال: «مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» (^٦).
وفرَّقَ بعض العلماء بين التبذير والإِسراف الذي جاء النهي عنه في قوله تعالى: ﴿إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: ٢٧]. فقالوا: «إن التبذير هو صرف الأموال في غير حقها، إما في المعاصي؛ وإما في غير فائدة لعبًا وتساهلًا بالأموال، أما الإِسراف

(^١) تفسير ابن كثير (٦/ ١٩٠).
(^٢) تفسير ابن كثير (٦/ ١٩٠).
(^٣) مخيلة هي العجب والكبر.
(^٤) رواه النسائي برقم (٢٥٥٩)، ورواه البخاري معلقًا مجزومًا به (ص: ١١٣٢).
(^٥) رواه البخاري معلقًا مجزومًا به (ص: ١١٣٢) باب قول الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ [الأعراف: ٣٢].
(^٦) سنن الترمذي برقم (٢٣٨٠) وقال: حديث حسن صحيح، وحسنه الحافظ في فتح الباري (٩/ ٥٢٨).

2 / 252