Albert Camus: Percubaan untuk Mengkaji Pemikirannya yang Falsafah
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Genre-genre
Lucidité ؛ فالنصوع ينبغي دائما أن يفهم على أنه هو الوعي الباهر الشفاف بالمحال وحدوده التي عاهد نفسه بالوقوف عندها. في هذا النصوع تتحد الحرية والتمرد وعاطفة الحب للحياة، وفيه يرى كامي قيمة الإنسان وكبرياءه؛ فالوعي الناصع بالمحال هو الذي يستثير التمرد العنيد المتحدي لهذا المحال نفسه. ولولا نصوع الوجدان لغرق الناس «بعيون مغمضة مهزومة» في سبات أسود كئيب، على نحو ما جرى لهم في رواية «الوباء»؛ فالنصوع تحرر من حالة فقدان الوعي السلبية وانطلاق من كل ما يشل الوعي ويثقل الوجدان؛ من عدم المبالاة، من إيقاع الحياة اليومية الرتيب، من الأمل والعزاء، من الاستسلام لقدر محتوم ولكنه ظالم.
ونعود إلى سؤالنا الأول فنقول إننا لا نستطيع في الواقع أن نفصل التمرد عن الوعي الناصع. إنهما معا يمثلان كلا لا يتجزأ؛ ففي وسعنا أن نقول إن الوعي الناصع بالمحال يؤدي إلى التمرد، وفي وسعنا كذلك أن نقول إن التمرد هو الخطوة الحاسمة على الطريق المؤدي إلى الوعي الناصع. ومع ذلك فلا بد من القول بأن هذا التقرير سابق لأوانه. إننا لم نبين بعد على التحديد ماهية التمرد الذي نتحدث عنه، وسنحاول الآن أن نتحدث عما نسميه «بالتمرد المحال» تمييزا له عن التمرد الحق الذي سيأتي الكلام عنه بالتفصيل في فصل قادم ، فما هو هذا التمرد المحال؟
سنحاول الإجابة على هذا السؤال بتحليل موجز لطبيعة الوعي في قصة «الغريب»، والإشارة إلى ما نسميه بمنطق المحال عند كاليجولا، في مسرحية كامي المعروفة بهذا الاسم. (ج) الوعي في قصة «الغريب»
يقول كامي إن مرسو - وهو الشخصية الرئيسية في روايته القصيرة «الغريب» - عندي إنسان مسكين عار، يحب الشمس التي لا تترك وراءها ظلا.
15
والحق أن مرسو تتجسد فيه «الحساسية بالمحال» التي عرضها علينا المقال الفلسفي المطول «أسطورة سيزيف»؛ فشخصية مرسو إذ يصف لنا هذا الإحساس الذي لا سبيل في الحقيقة إلى وصفه، تعد من هذه الناحية، كما يقول سارتر بحق، تطبيقا لنظرية رواية المحال. إنها تبين لنا لماذا يتمسك كبار الروائيين بالظاهرات العينية المعطاة. ولماذا يعبرون عن أنفسهم بالصور المحسوسة
Images
بدلا من التأملات والأحكام العقلية والمنطقية. وهي بهذه المثابة تعبير عن فكر محدود متناه، متمرد بطبيعته؛ فمرسو حين يسلم نفسه للمعطيات الخالصة، وللتجربة الحية المباشرة يرفض في الحقيقة كل أنظمة التفسير والتعليل، ويلقي بنفسه، إن جاز التعبير، في صحراء خالية من كل دلالة أو معنى. ما من شيء له قيمة بالنسبة إليه غير الواقع الحاضر المتعين، باعتباره سلسلة من اللحظات المنفصلة العابرة. وحيث لا يكون ثمة معنى ولا دلالة، فإننا نجد أنفسنا في مملكة غنية بالصور والألوان والمشاعر لا يربطها رابط ولا توحد بينها فكرة. كل شيء مهما تضاءلت قيمته تصبح له قيمة متميزة، وكل صورة وإن بدت منفردة منعزلة يكون لها شأنها ومعناها.
إن مرسو يتحدث عن نفسه كما لو كان هو «الآخر»، والأنا عنده تصبح كما لو كانت «هو». كل عبارة ينطق بها تقف وحيدة منفردة، لا تربطها بالعبارة التي تليها علاقة سببية، ولا يجمعها وإياها جامع معنى أو دلالة؛ إن العبارات أقرب إلى أن تكون إيماءات حركية من أن تكون وحدات لغوية أو فكرية، إنها تصبح مجموعة من المشاعر والمدركات المستقلة بنفسها، وضعت إلى جانب بعضها البعض، لا ينتظمها نسق فكري محدد. وبين كل عبارة وأخرى هوة من الصمت، والعدم.
إن مرسو يظل في القسم الأول من الرواية، وحتى يصدر الحكم عليه بالإعدام، فاقد الوعي بالمحال. وإذا كان هذا الوعي بالمحال يخالج أحدا فهو يخالج القارئ الذي يجرفه هذا الإحساس اليائس الغريب بالمحال، والذي لا يستطيع أن يتشبه بمرسو أو لا يريد أن يتشبه به. وإذا كان لا بد من الكلام عن الوعي عند مرسو، فهو في هذه المرحلة نوع من الانتباه المباشر، أشبه ما يكون بجهاز الإسقاط
Halaman tidak diketahui