44

الأسلوب

الأسلوب

Penerbit

مكتبة النهضة المصرية

Nombor Edisi

الثانية عشرة ٢٠٠٣

Genre-genre

تعرض له القطعة الأدبية أو يبدو له تصوير معنى نفسي أو مظهر طبعي فيفهم المراد ثم يسمعك ألحانًا منسجمة منسقة، تؤدي ما وراءها في دقة وجمال، كذلك الأديب إذا شاء قولا في الوصف، أو الرثاء، أو القصص، اختار معانيه، ورتبها، وفسرها طوع مزاجه تفسيرًا فنيًّا، ثم عبر عنها بالألفاظ التي تجذبهاالمعاني. هذا الكاتب كما رأيت يبدأ باختيار الفن وينتهي بالألفاظ، عكس التلميذ الناشئ. وسواء أعنينا بحال الطالب أم الكاتب، فإن تكون الأسلوب أهم المظاهر لبراعة الكتاب والشعراء، وأوضح معرض لقوة الإدراك ويقظة الشعور وجمال الذوق؛ لذلك كان الكاتب الأمين ذو الطبع الأدبي الصادق، منصرفًا إلى تخير الكلمات الفصيحة الدقيقة المعنى، المتلائمة مع أخواتها، حتى تطمئن عناصر العبارة في موضعها دون إكراه، وحتى يجمع الأسلوب بين وضوح التفكير وجمال التصوير. وهذه الدرجة تتطلب من غير شك مرانة دائبة، وصبرًا طويلًا، وذوقًا جميلا صادقًا وتملأ بخير الأساليب الأدبية فهمًا، ونقدًا، وتمثلًا، ويمكن للكاتب أن يلزم نفسه بأمرين اثنين ليوفر لنفسه الفوز بحسن التعبير. الأول: الحرص الشديد على الدقة سواء في أداء الفكرة أو صوغ الخيال فلا يسمح بكلمة أو عبارة هي أقل أو أكبر من فكرته كما يرفض استعارة قبيحة، أو كناية غامضة، أو تعليلا غير حسن. الثاني: التصرف السديد في بناء الجمل والعبارات بتقديم بعض العناصر

1 / 48