العقيدة في الله

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
4

العقيدة في الله

العقيدة في الله

Penerbit

دار النفائس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثانية عشر

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

فيما يغرسه الآباء في نفوس الأبناء، وما يلقيه الكتّاب والمعلمون والباحثون في أفكار الناشئة يبدّل هذه الفطرة ويقذرها، ويلقي عليها غشاوة، فلا تتجه إلى الحقيقة. وقد نصّ الرسول ﷺ على صدق هذا الذي قررناه، ففي الصحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) (١) . ولم يقل يُسلمانِه، لأنّ الإسلام مُوافقٌ للفظرة. وقد يقال: إذا تركنا الطفل من غير أن نُؤثّر في فطرته هل يخرج موحدًا عارفًا بربّه، فنقول: إذا ترك شياطين الإنس البشر، ولم يدّنسوا فطرهم، فإنّ شياطين الجنّ لن يتركوهم، فقد أخذ الشيطان على نفسه العهد بإضلال بني آدم: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين - إلا عبادك المخلصين) [ص: ٨٢-٨٣] . وأعطي الشيطان القدرة على أن يصل إلى قلب الإنسان، كما في الحديث الصحيح (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا) أو قال: (شيئا ً) . (٢) والقرآن وصف الشيطان المطلوب الاستعاذة منه بأنّه (يوسوس في صدور الناس) [الناس: ٥]، وقد صح أيضًا أنّ لكل إنسان قرينًا من الجنّ يأمره بالشرّ، ويحثه عليه، وفي القرآن (قال قرينه ربَّنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيدٍ) [ق: ٢٧] . ولا يتخلص المرء من هذا إلا بالالتجاء إلى الله (قل أعوذ برب الناس - ملك الناس - إلاه الناس - من شر الوسواس الخناس - الذي يوسوس في صدور الناس - من الجنة والناس) [الناس: ١-٦] .

(١) صحيح البخاري: ٣/٢٤٥، ورقمه: ١٣٨٥، ورواه مسلم في صحيحه: ٤/٢٠٤٧، ورقمه: ٢٦٥٨. (٢) رواه مسلم في صحيحه: ٤/١٧١٢. ورقمه: ٢١٧٥.

1 / 70