وقد طبق رسول الله ﷺ مضمون هذه الآية، وذلك لاستتاب العدل، كما ثبت في المرأة المخزومية القرشية التي سرقت، وقرر رسول الله ﷺ تنفيذ الحد عليها، فعظم ذلك على رجال من قريش، فطلبوا من أسامة بن زيد ﵁ أن يشفع لها عند رسول الله ﷺ، فلماا تحدث أسامة إليه ﷺ في أمرها، غضب ﷺ وقال لأسامة مستنكرا: «أتشفع في حد من حدود الله، إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» ثم ختم حديثه بقوله ﷺ «وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطع محمد يدها» وقد أعلن الإسلام مبدأ العدل في العقيدة والشريعة والأسرة والعهود والقضاء وكل شئون الحياة. ومن هنا صار العدل التزاما للمسلم في كل ميادين حياته الروحية والمادية، ومناطا للثواب على صالح الأعمال، فالعدل الحقيقي لا يكتمل بعيدا عن شريعة الله، لأن شريعة الله تعالى هي العدل وبناء على هذا فقد حذر النبي ﷺ -كل مسلم يحتكم إلى قاضي وهو يعلم أنه ظالم لا مظلوم فإن جزاءه النار.
1 / 22