الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها
الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها
Penerbit
مطبعة سفير
Genre-genre
بتقدمه في الفضيلة التي أبانه١ الله تعالى بها عن السباع والبهائم والجمادات، وهي التمييز الذي يشارك فيه الملائكة. فمن سُرَّ بشجاعته التي يضعها في غير موضعها لله ﷿ فلْيَعْلَمْ أن النمر أجرأ منه، وأن الأسد والذئب والفيل أشجع منه، ومن سُرَّ بقوة جسمه، فلْيَعْلْم أن البغل والثور والفيل أقوى منه جسمًا، ومن سُرَّ بحَمْله الأثقالَ، فلْيَعْلَمْ أن الحمار أحملُ منه، ومن سُرَّ بسرعة عَدْوِهِ فلْيَعْلَمْ أن الكلب والأرنب أسرعُ عَدْوًا منه، ومن سُرّ بحُسْن صوته، فلْيَعْلَمْ أن كثيرًا من الطير أحسن صوتًا منه، وأن أصوات المزامير ألذُّ وأطربُ من صوته.
فأيُّ فخرٍ وأيُّ سرور فيما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه؟!.
لكن من قوي تمييزه، واتسع علمه، وحَسُنَ عمله، فليغتبط بذلك، فإنه لا يتقدمه في هذه الوجوه إلا الملائكة وخيار الناس ٢.
١ أي مَيَّزَهُ. ٢ الأخلاق والسير في مداواة النفوس: ص١٨- ١٩.
٦- نُخْطِئُ كثيرًا
نخطئ كثيرًا حينما يتّجه أحدنا إلى العناية بالطِّيبِ المصنوع ويتجاهل الطِّيبَ المطبوع، أَعْني به: طهارة السريرة وحُسْن الخُلُقِ والسيرة!!. وننسى الفرقَ بين الطِّيب الذي يَذْهبُ مع الهواء وأدراج الرياح والطِّيبِ الذي يستقرُّ في النفوس والأرواح!! وكم هو الفرق بين طيبٍ يُمْكن أن يتطيب به خبيث النفس
1 / 112