193

(216) إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم (217) يسئلونك عن الخمر والميسر

المشركين ) والتعليق على ذلك ليس من حيث مهلة العهد فانها خاصة وهذه الآية عامة وتلك اربعة أشهر وهذه نحو خمسين يوما 216 ( إن الذين آمنوا ) حق الايمان ويحتمل ان يراد بهم المؤمنون الذين لم يستطيعوا الهجرة حينئذ وبالمعطوف المهاجرون المجاهدون ويحتمل ان يراد المهاجرون وكرر لفظ الذين للعناية بهجرتهم وجهادهم ( والذين هاجروا ) من بلادهم لأجل الإسلام ونصرته. والهجرة مأخوذ من الهجر واختصت شرعا بمن هجر بلاد الشرك في سبيل الإسلام واتباع الرسول (ص) قبل الفتح ( وجاهدوا ) بذلك جهدهم وطاقتهم واختص ذلك بالحرب الشرعية ( في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله ) جملة أولئك خبر للذين وكفى برجائهم لرحمة الله معرفة بالله وازديادا للخير من فضله ورحمته ( والله غفور رحيم ) فكأنه قيل ان الله يرحمهم لأنه رحيم فكيف بمن يرجو رحمته بنيته وعمله بل ويغفر لهم ما سلف ويقبل توبتهم 217 ( يسئلونك عن الخمر ) في التبيان قال جمهور أهل المدينة كل ما أسكر كثيره فهو خمر انتهى واشتقاقها اما من الاختمار وهو لازم لنوع المسكرات المائعة واما من مخامرتها للعقل. واستفاض من رواياتنا عن رسول الله (ص) والأئمة من اهل البيت انها اسم لكل مسكر كما في صحيح ابن الحجاج عن الصادق (ع) ورواية القمي في تفسيره عن الباقر (ع) والمرسل من طريق والمسند المعتبر عن عامر بن السمط عن زين العابدين (ع) ورواية الهاشمي عن الصادق (ع) عن رسول الله (ص) ورواية الامالي للطوسي بسنده عن النعمان بن بشير عن رسول الله (ص) كما أحصاه في الوسائل في الباب الأول من الأشربة وفي الباب الخامس عشر ايضا عن الباقر (ع) قال قال رسول الله كل مسكر حرام وكل مسكر خمر واستفاضت الرواية عن الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام في ان الفقاع خمر ( والميسر ) هو القمار واخطأ في المصباح في قوله الميسر قمار العرب بالأزلام ولم يلتفت إلى قوله تعالى في سورة المائدة 90 ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ). ولو كانت الأزلام والمقامرة بها عين الميسر لما صح عطفها على الميسر مع الفاصل لكنها عطفت عليه من باب عطف الخاص على العام لما فيه من الأهمية. وفي الكافي مسندا عن الكاظم الميسر هو القمار. وبإسناده عن الباقر عن رسول الله (ص) قيل يا رسول الله ما الميسر

Halaman 194