Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

Nasser Al-Omar d. Unknown
14

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

Penerbit

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genre-genre

وأمَّا التأويل فإنَّه جاء بأن الوسط العدل - كما سبق - وذلك معنى الخيار، لأنَّ الخيار من الناس عدولهم (١) . ٣- قال ابن كثير (٢) وقوله - تعالى -: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ (البقرة: من الآية ١٤٣) . الوسط هنا: الخيار والأجود، كما يُقال في قريش: أوسط العرب نسبًا ودارًا، أي: خيرها. وكان رسول الله، ﷺ وسطًا في قومه، أي: أشرفهم نسبًا. ومنه الصلاة الوسطى، التي هي أفضل الصّلوات، وهي العصر، كما ثبت في الصّحاح وغيرها. وروى الإمام أحمد (٣) عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله، ﷺ «يدعى نوح يوم القيامة فيُقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه فيُقال لهم: هل بلَّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيُقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمَّته، قال: فذلك قوله: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ . قال: الوسط: العدل، فتُدعون فتشهدون له بالبلاغ، ثم أشهد عليكم» رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه (٤) . ٤- وقال ابن الجوزي في تفسيره لهذه الآية: سبب نزولها أن اليهود قالوا: قبلتنا قبلة الأنبياء، ونحن عدل بين الناس، فنزلت هذه الآية.

(١) - انظر: تفسير الطبري (٢ / ٦) . (٢) - انظر: عمدة التفسير عن ابن كثير (١ / ٢٦٣) . تحقيق أحمد شاكر. (٣) - المسند (٣ / ٣٢) . (٤) - انظر: صحيح البخاري (٥ / ١٥١) . سنن الترمذي (٥ / ١٩٠) رقم (٢٩٦١) سنن ابن ماجه (٢ / ١٤٣٢) رقم (٤٢٨٤)، ولم أجده في الصغرى من سنن النسائي، فلعله في الكبرى منه.

1 / 14