Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Penyiasat
علي معوض وعادل عبد الموجود
Penerbit
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1418 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
ومات في جمادى الأولى، سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وله مصَنَّفَاتَ في أصول الفقه، منها: ((الأوسط))،(( والوجيز)) وغير ذلك(١).
٣ - عَبْدُ الكَرِيمِ بْنُ عَلِيٍّ بن أبي طَالِبِ الأستاذ أَبُو طَالِبِ الرَّازِيُّ، تلميذ الغَزاليِّ: قال ابن السَّمْعَانيّ: إمام ظَرِيفٌ عفيف حَسَنُ السِّيَرةِ، قال: وأقام بـ ((هَرَاةَ)) بين الصوفية. وسمع بـ(( بَغْدَادَ))أبا بكر بن الخاضبة وغيره، وتَفَقَّه على الغَزّاليّ، وإلْكِيًا، ومحمد بن ثابت الحُجَنْدِيّ.
روى عنه أبو النَّصْرِ الفَامِيُّ مؤرِّخُ ((هراة))، وغيره.
قال ابن السَّمْعَانيّ: سمعت أبا نُعيم عبد الرحمن بن عمر الأصْفر البامَنْجِيّ، يقول: لمَّا فرغت من التفقُّهِ على الإمام الحُسَيْن بن مَسْعُودٍ الفرَّاء، ورجعت إلى بامَئِين كان أحد الفقهاء دَخَلَ عليَّ، وجَرَىُ بيننا مُذَاكَرَةٌ علمية، فوقعنا في هذه المسألة: رجل له امرأتان طلَّق إحداهما، فسئل: أيهما طَلَّفْتَ؟ فقال: هذه بل هذه. فقلت: وهذه مسألة مشكلة، وكان الإمام يَقُولُ لنا: في هذه المسألة إِشْكَالٌ، فحمل بَعْضُ الفقهاء هذه اللفظة إلى الإمام، وزَادَ فيه حَسَداً أنه قال: ما علم الأسْتَاذُ هذه المَسْألةَ، وما فهمها كما يجب، فدعا الشَّيْخُ عليَّ وأظهر الكَرَاهَةَ، فقمت ومَضَيْتُ إلى مَرْوِ الرُّوذ راجلاً، وَوَصَلْتُ إليها بالباكر، فلما قصدت الشيخ كان في الدَّرْسِ والفقهاء حُضُورٌ، فألقى عليهم الدروس، والإمام عَبْدُ الكريم الرازِيّ بجنبه قَاعِدٌ، وكان يحضر دَرْسَهُ للتبُّكِ؛ لأنه كان من الأئمة الكبار، فَصَبَرْتُ حتى فرغ الإمامُ من الدَّرْسِ، وخرج الفقهاء، ولم يبق إلا الإمَامَانِ: الحسين وعبد الكريم، فدخلت وسَلَّمت، فردّ الإمام الحُسَيْنُ السلام، وما رفع رأسه إليَّ فقعدت، وشَرَحْتُ الحال بين يديهما، فقال الإمام الحُسَيْنُ: ليسِ الفِقْهُ إلا حَلَّ الإِشْكَالِ. ولم يَطِبْ قَلْبُ الإمَامِ، فقالِ الإمام عبد الكَرِيم الرَّازي له: إن للفقهاء شَرْطاً، وللصوفية شرطاً، ومن شَرْطِ الفقيه أن يعترضَ على أَسْتَاذِهِ، ويصير إلى حَالَةٍ يمكنه أن يَقُولَ لأستاذه: لِمَ؟ ويُحْسِنُ الاعتراضَ عليه، ومن شرط الصُّوفية ألاَّ يعترض على شيخه أصلاً، ويكون كالمَيِّتِ بين يدي الغاسِلِ، ثم قال: وهَبْ أن تلميذك اغْتَرَضَ عليك، فهذا من شَرْطِ الفقهاء، فتعفو عنه، فَرَضِىَ الشيخُ وأدْنَانِي من نفسه، وقَبَّلْتُ رِجْلَيْهِ، وعانقني وقمت، ورجعت في الحال إلى بلدي، ولم أُقم بـ(( مَروالرُّوذ)).
وكان الرازيّ يحفظ ((الإحْيَاءَ ))للغزَّاليّ، وكان صالحاً دَيِّناً.
توفّى بـ فارس سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ظَنًّا، أو قبلها بِسَنَةٍ، أو بعدها بِسَنَةٍ(٢).
٤ - الحُسَيْنُ بن نَصْرِ بن محمد بن الحُسَيْنِ بن محمد بن الحُسَيْنِ بن القاسم بن خَمِيسٍ بن عَامِرٍ الجُهَنيُّ الكَعبيُّ
أبو عبدالله بن خميس.
(١) ينظر: طبقات الشافعية الكبرى ٦/ ٣٠ - ٣١.
(٢) ينظر: طبقات الشافعية ١٧٩/٧ - ١٨٠.
26