Al-Wadhi in Quranic Sciences
الواضح في علوم القرآن
Penerbit
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
Lokasi Penerbit
دمشق
Genre-genre
١٥٣٠ م، ثم طبعة بترسبورغ بروسيا سنة ١٧٨٧ م، ثم طبعة الآستانة سنة ١٨٧٧ م، وما تبع ذلك من آلاف الطبعات والأحجام «١».
٣ - حكم كتابة القرآن بالرسم الحالي:
لقد اختلف علماء المسلمين في حكم كتابة المصحف بالرسم العثماني، هل هي واجبة أم لا؟ وبالتالي: هل تجوز كتابته بالرسم المتعارف الآن أو لا؟
* فذهب فريق من العلماء إلى أن هذا الرسم، الذي كتب به المصحف الإمام، رسم توقيفي، لا تجوز مخالفته. ونسبوا التوقيف فيه إلى رسول الله ﷺ، واستدلوا لهذا: بأن النبيّ ﷺ كان له كتّاب يكتبون الوحي، وقد كتبوا القرآن فعلا بهذا الرسم، وأقرّهم رسول الله ﷺ على كتابتهم، ومضى عهده والقرآن مكتوب على هذا النحو، لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل. ثم جاء أبو بكر ﵁، فجمع القرآن في الصّحف بهذا الرسم، ثم حذا حذوه عثمان ﵁، فاستنسخ المصاحف على تلك الكتابة، وأقرّ الصحابة ﵃ عمل أبي بكر وعثمان ﵄، ثم انتهى الأمر إلى التابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم، ولم يخالف أحد منهم في هذا الرسم، وعليه فيجب التزامه ولا تجوز مخالفته.
* وذهب فريق آخر إلى أن الرسم العثماني اصطلاحي لا توقيفي، فلا يجب التزامه ولا مانع من مخالفته، إذا اصطلح الناس على رسم خاصّ للإملاء وشاع بينهم. واحتجّوا لذلك بأنه: لم يرو في القرآن ولا في السنة ولا إجماع الأمة ما يدلّ على وجوب التزام ذلك، بل السّنّة دلّت على جواز رسمه بأي وجه سهل، لأن رسول الله ﷺ كان يأمر بكتابته، ولم يبيّن لهم وجها معيّنا لرسمه، ولا نهى أحدا عن كتابته، ولذلك اختلفت خطوط المصاحف التي كتبها الصحابة لأنفسهم.
* والرأي الثالث، الذي ذهب إليه جمهور العلماء، هو أنّ الرسم العثماني
(١) انظر مباحث في علوم القرآن؛ للدكتور صبحي الصالح (ص ٩٩ - ١٠٠).
1 / 102