فان تك قد أقوت فكر غنيت بها * مفصمة الخلخال مالئه الدرع

مخصرة الأوساط قتالة الهوى * يميل اليه الطبع من كل ذي طبع

مؤشرة الأسنان حوشفاهها * أناة مجان اللون حالكة الفرع

ترد أخا الشيب الحاسم إلى الصبا * كان أخا التسعين منها أخو التسع

كان على أنيابها بعد هدأة * عتيق الحميا أو مصفى من الشمع

إذا أسفرت أو ساقطتك حديثها * صددت عن النسوان بالعين والسمع

وتغنيك عن وصل الحسنان جميعها * كما غنيت حسنا عن الدر والجزع

ولا غرو أن أغنى عن الجمع مفرد * فذا الشيخ فرد وهو يغني عن الجمع

سراج الدياجي (ماء عين) زمانه * كريم المساعي طيب الأصل والفرع

فلو وزن الأشياخ شرقا ومغربا * بشسع فعال الشيخ لم تف بالشع

وما نسبة الشيخ الكريم النهم * سوى نسبة الدر الثمين إلى الودع

ولو مثلوا دهر الكان نهارهم * وكانوا ليالي الجنادس والدرع

تصدى لتصدير المريدين بعدما * تصدر في علم الحقيقة والشرع

فأحيا قلوبا قد أمينت من الهوى * فأحيا بها أمثالها في شفا النزع

إذا ما أتاه خامل ذو عماية * تنازع فيه منهما عاملا رفع

فيعمل منهم عامل في ضميره * وفي المظهر الثاني بمنتخب الصنع

فيحظى بتوفيق ونور وحكمة * وبدل شكل الوصل من شكلة القطع

ووامقه يوقى المنا كامل التي * وشائئه يلقى العنا راكب الردع

إذا ما أتاه اللجؤون فقد أنواع * إلى ما جا دافى الجنايات الطلع

فلم يشتكوا الآلات مجرب * ولم يزلوا إلا بلاو على الطلع

ولم يبسطوا كفا إلى غير واهب * ولم يرفعوا حاجا إلى ضيق الذرع

ولم يحملوا حكما إلى غير حاكم * ولم ينشروا خرقا إلى غير ذي رقع

تراء لمحروب وأمن خائف * ونور لسنى ونار على البدعي

وما خاب منه آمل في مرامه * ولا آب منه خاذل بسوى الوضع

ولا تحصى أن الشيخ تحصى مدائح * مناقبه بالنظم والنثر والسجع

ترقى إلى أعلى المقامات وارتقى * من الملا إلى على إلى ذروة السبع

وما خصه المولى به من كرامة * يضيق عن العشار من عشرة ذرع

ألا أبها البدر المنير الذي علا * على قرن شمس الصحوقي النور والرفع

ويا أيها الغوث المؤمل نفعه * ويأمن فضلا معتفيه من المنع

قرعت بمداحي لك باب فضلكم * وتفتح أبواب الكريم الذي الفرع

يعاجل جم النقع مستحسن السمع * فقدرت نيل المسؤل والفوز منك

فإن تقض أو طارى فق لها القضاء * وإلا فأخطأت في الجلب والدفع

تخيرت للا مال أرضا أريضة * تجاوب بالصدع البهيج عن الرجع

وقد كنت جنبت السباخ جميعها * ويخمت أرض الشيخ للفوز والنفع