Al-Taysir fi Usul wa Itijahat al-Tafsir
التيسير في أصول واتجاهات التفسير
Penerbit
دار الإيمان
Lokasi Penerbit
الإسكندرية
Genre-genre
وقال ابن القيم ﵀: «لا يدرك معاني القرآن ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة، وحرام على القلب المتلوث بنجاسة البدع والمخالفات أن ينال معانيه» (١).
ثانيا: صحة المقصد:
يعني أن يخلص المفسر فلا يطلب بتفسيره عرضا من أعراض الدنيا الزائلة، وإنما يبتغي وجه الله تعالى.
قال السيوطي ﵀ أيضا: «ومن شرطه - أي المفسر - صحة المقصد فيما يقول ليلقي التسديد فقد قال تعالى: والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [العنكبوت: ٦٩]، «وإنما يخلص له القصد إذا زهد في الدنيا، لأنه إذا رغب فيها لم يؤمن أن يتوسل به إلي غرض يصده عن صواب قصده، ويفسد عليه صحة عمله» (٢)، وليت المفسر وطالب التفسير يدرك هذا الاستدلال الخطير من الإمام السيوطي ﵀ بالآية السابقة والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا، فكأنه يشير إلي أن تفسير القرآن جهاد إذا صح المقصد، وكيف لا يكون جهادا وقد قال الله لنبيه ﷺ: فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وجاهِدْهُمْ بِهِ جِهادًا كبِيرًا (٥٢) [الفرقان: ٥٢].
ثالثا: التقوي:
يشترط في المفسر أن يكون على أعلى مستوي من التقوي، وليكن دليل تقواه التأثر بما في القرآن في كل شيء في حياته.
قال الإمام الشهيد/ سيد قطب ﵀: «... فالتقوي في القلب هي التي تؤهله للانتفاع بهذا الكتاب، هي التي
_________
(١) ابن القيم: التبيان في أقسام القرآن ص ١٤٣ ط دار الكتاب العربي - بيروت ١٤١٤ هـ.
(٢) الإتقان ٢٠/ ١٧٦.
1 / 28