381

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Editor

ماهر أديب حبوش وآخرون

Penerbit

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1440 AH

Lokasi Penerbit

أسطنبول

Genre-genre

Tafsiran
وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ﴾ [الجمعة: ٨].
ووعدهم الجنة بالغيب فقال: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ﴾ [مريم: ٦١].
وقوله تعالى: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾: دلَّت بقيةُ الآية على أن الأعمال ليست من الإيمان؛ فإنه ذَكر الإيمان وعطَف عليه الأعمالَ، والمعطوفُ غيرُ المعطوفِ عليه.
وقوله تعالى: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾: قال الإمام أبو منصورٍ ﵀: هذا يَحتمِل وجهين:
يَحتمِلُ الصلاة المعروفة؛ أي: يقيمونها (^١) بإتمام ركوعها وسجودها والخشوعِ والخضوع له فيها، وإخلاصِ القلب والنية له (^٢)، على ما جاء في الخبر: "انظُرْ مَن تُناجي" (^٣).
ويَحتمِلُ الحمدَ للَّه والثناءَ عليه، فإن كان المراد هذا فهو لا يحتمِلُ النسخَ ولا الرفعَ في الدنيا والآخرة (^٤).

(^١) في (ر): "يحتمل الصلاة ويحتمل المعرفة أي يقيمون بها".
(^٢) "له": من (ف)، ولم ترد في "التأويلات"، وفيه: (في النية) بدل: "والنية".
(^٣) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (١/ ٨٠)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (٣٣٥٠) و(٨٠٣٧)، من حديث البياضي: أن رسول اللَّه ﷺ خرج على الناس وهم يصلون وقد عَلَت أصواتُهم بالقراءة، فقال: "إن المصلي يناجي ربه عز رجل، فلينظر بما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن". وإسناده صحيح. وله شاهد من حديث ابن عمر بإسناد صحيح رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥٣٤٩).
(^٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٣٧٤).

1 / 237