التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
Editor
ماهر أديب حبوش وآخرون
Penerbit
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1440 AH
Lokasi Penerbit
أسطنبول
Genre-genre
Tafsiran
فقام اليهود وقالوا: أَشكَلَ علينا (^١) أمرُك، فلا ندري أبالقليلِ نأخذُ أم بالكثير؟
فذلك قولُه تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ [آل عمران: ٧] (^٢)، فالمحكماتُ هي (^٣) الآياتُ التي في سورة الأنعام: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ﴾ [الأنعام: ١٥١] إلى ثلاثِ آياتٍ، وأما المتشابهاتُ فـ ﴿الم﴾ (^٤) و﴿المص﴾ و﴿الر﴾ ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ حين يَحسُبون كم (^٥) أُكلُ هذه الأمة، وما يَعلم ذلك إلا اللَّه ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ يعني: عبد اللَّه بن سلام، وثعلبةَ بنَ عمرو، وأسدَ بن كعب، وأسيد بن زيد، وسلامًا، وهم مؤمنو أهلِ الكتاب ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾؛ أي: قليلِه (^٦) وكثيرِه.
فقال لهم حييٌّ: ويحَكم، أمَا (^٧) تعرفون الباطلَ فيما يُخلَّط عليكم؟ فقالوا: بل نعرف الحقَّ، ثم قالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ الآية (^٨)، فجعل رسولُ اللَّه
(^١) في (أ) و(ر): "وقالوا غلبنا".
(^٢) رواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (١/ ٢٢١)، والداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص: ٣٣٠)، من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن جابر بن عبد اللَّه بن رئاب. وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٥٤٥). والكلبي متروك، وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس.
(^٣) في (أ) و(ف): "وهي"، وليس فيهما: " ﴿وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ فالمحكمات".
(^٤) في (ف): "فألف لام ميم".
(^٥) في (ف): "يحسبون ﴿الم﴾ ".
(^٦) في (أ): "بقليله".
(^٧) في (ر): "إنما". وفي (ف): "إنكم".
(^٨) في (أ): " ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ ". وفي (ف): " ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ الآية".
1 / 202