التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
Editor
ماهر أديب حبوش وآخرون
Penerbit
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1440 AH
Lokasi Penerbit
أسطنبول
Genre-genre
Tafsiran
في البداية، وقال تعالى: ﴿أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴾ [الحجرات: ١٧] وهذا في الحال، وقال تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾ وهذا في النهاية.
وقال الإمامُ أبو منصورٍ ﵀: وعلى قول المعتزلة ليس للَّه تعالى على أحدٍ من المؤمنين نعمة ليست على المغضوب عليهم ولا الضالين؛ إذ لا نعمةَ من اللَّه تعالى على أحدٍ إلا الأصلحُ (^١) في الدِّين والبيانُ للسبيل المَرْضيِّ، وتلك قد (^٢) كانت على جميعِ الكفرة، فبَطَل على قولهم الثُّنيا (^٣)، وباللَّه العصمةُ (^٤).
وقوله تعالى: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: فكلمةُ (غير) تجيءُ على ثلاثة أوجهٍ:
بمعنى: المُغايِر، وفارسيّته: (جرْ)، قال تعالى: ﴿لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ﴾ [الإسراء: ٧٣].
وبمعنى: (لا)، وفارسيَّته: (ني)، قال اللَّه تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ﴾ [البقرة: ١٧٣]؛ أي: لا باغيًا ولا عاديًا.
وبمعنى: (إلا)، وفارسيته: (مكر)، قال تعالى: ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الذاريات: ٣٦]؛ أي: إلا (^٥).
ويجوزُ صرفُها هاهنا إلى هذه الوجوه:
فإنْ حُمِلتْ على الأول فمعناها: ثبِّتْنا على طريقِ (^٦) الذين أَتممْتَ النعمة عليهم، المغايرين للمغضوبِ عليهم.
(^١) في (ر): "الإصلاح"، وفي (ف): "للأصلح"، والمثبت من (أ)، وهو الموافق لما في "التأويلات".
(^٢) في (ر): "وتلك نعمة"، والمثبت من (أ) و(ف)، وهو الموافق لما في "التأويلات".
(^٣) في (ر): "الثناء"، وفي (ف): "التثنا"، والمثبت من (أ)، وهو الموافق لما في "التأويلات".
(^٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٥١). وفيه: (واللَّه الموافق) بدل: "وباللَّه العصمة".
(^٥) "أي: إلا": سقط من (أ) و(ف).
(^٦) بعدها في (ر): "صراط".
1 / 160