التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
Editor
ماهر أديب حبوش وآخرون
Penerbit
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1440 AH
Lokasi Penerbit
أسطنبول
Genre-genre
Tafsiran
﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴾ [العلق: ١٥]، ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ﴾ [قريش: ١ - ٢].
هذا كلُّه عند الخليلِ يسمَّى: البدَلَ، وعند الأخفشِ يسمَّى: عطفَ البيان، وعند الكسائيِّ يسمَّى: الإتْباعَ، وعند الفرَّاء يسمَّى: المترجِم (^١).
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ﴾ هو جمعُ الذي، وهو اسمٌ موصولٌ لا يَتمُّ إلا بصِلَته (^٢) ولا يُذكر بدونها، وتأنيثُه: التي، وتثنيةُ الذي: اللَّذَان، وتثنيةُ التي: اللَّتان، وجمعُ الذي: الذينَ، وجمعُ التي: اللَّاتي واللَّوَاتي واللَّائي.
وقولُه تعالى: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾: أي: مَنَنْتَ عليهم، والاسم منه: النِّعمة بالكسر، وبالفتح: التنَعُّم، وبالضمِّ: المسرَّة.
واختُلفَ في هؤلاء المنعَم عليهم: مَن هم؟ وفي هذا الإنعامِ الذي عليهم: ما هو؟
قال مجاهدٌ وأبو رَوْق (^٣): هم النبيُّون، ودليلُه قولُه في سورة مريمَ بعد ذِكر الأنبياء: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ الآية [مريم: ٥٨].
(^١) ورد هذا في مواضع من "معاني القرآن" للفراء، منها قوله فيه (١/ ١٦٨) في الشعر المشهور (لمية موحشًا طلل): وقد يجوز رفعه (أي: موحشًا) على أن تجعله كالاسم يكون الطلل ترجمةً عنه، كما تقول: عندي خراسانيةٌ جاريةٌ. . .، وقوله (٢/ ١٥٩) عند تفسير قول تعالى: ﴿فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى﴾: ولو جعلتَ (الحُسْنى) رفعًا وقد رفعت الجزاءَ ونوَّنت فيه كانَ وجهًا، ولم يقرأ بِهِ أحد، فتكونُ كقراءة مسروق: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدّنيا بزينةٍ الكواكبِ) فخفَض (الكواكب) ترجمة عَن الزينة.
(^٢) في (أ): "بصلة".
(^٣) "وأبو روق" ليس في (ف). وأبو روق -بفتح الراء وسكون الواو- هو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي صاحب التفسير، انظر: "التقريب".
1 / 155