256

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Penyiasat

ماهر أديب حبوش وآخرون

Penerbit

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1440 AH

Lokasi Penerbit

أسطنبول

Genre-genre

Tafsiran
وافتقارُ الخَلْق دليلٌ على غُنْيته، وعجزُهم دليلٌ على قدرته، وضعفُهم دليلٌ على قوَّته، وانقيادُهم دليلٌ على قهره ومَلَكته (^١).
ثم إضافةُ الربِّ إلى العالَمين بيانٌ أنه ربُّ الجميع، ليس كأربابِ الأشياء المخصوصة، وإيضاحٌ أنه مستحقٌّ حمدَ الكلِّ؛ إذ هو خالقُهم ومُرَبِّيهم ومالكهم، وليس وجود ربوبيَّته بوجودهم، فقد كان ربَّ العالمين قبل أن يكونوا، ويكون ربَّ العالمين بعد أن يَبِيدوا.
وقد كان (^٢) خالقًا قبل وجود المخلوقات، صانعًا قبل وجود المصنوعات، قادرًا قبل وجود المقدورات، قاهرًا قبل وجود المقهورات، رازقًا قبل وجود المرزوقين، راحمًا قبل وجود المرحومين، مذكورًا قبل وجود الذَّاكرين، مشكورًا قبل وجود الشَّاكرين، محمودًا قبل وجود الحامدين، معبودًا قبل وجود العابدين، مجيبًا قبل دعوات السَّائلين، غنيًّا قبل وجود السماوات والأرضين، ملكًا قبل وجود المملكة والمملوكين، باقيًا (^٣) بعد فناء الخَلْق أجمعين، يقول اللَّه ﷻ بعد موت كلِّ الخَلْق: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾، ويقول: ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [إبراهيم: ٤٨]، سبحان اللَّه هو العزيز الغفار.
ثم قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قراءةُ العامة بخفض الباء على النعت، وقراءةُ (^٤) زيد بن عليٍّ بنصبها على المدح أو على النداء (^٥)، وقرأ شقيقُ بن سلمة بالرفع على الابتداء (^٦).

(^١) في (أ) و(ف): "ومملكته"، وفي هامش (ف): "ملكته".
(^٢) في (أ): "وكان" بدل: "وقد كان".
(^٣) في (ر): "مالكا".
(^٤) في (أ): "على الوصف وقرأ".
(^٥) انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ١٠٩).
(^٦) ذكرها العكبري في "الإملاء" (ص: ٥) دون نسبة.

1 / 111