65

Tanbih Wa Radd

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Penyiasat

محمد زاهد الكوثري

Penerbit

المكتبة الأزهرية للتراث

Lokasi Penerbit

القاهرة

وَأما قَوْله جلّ اسْمه لإبليس ﴿إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان﴾ وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى قَول مُوسَى ﵇ حِين قتل النَّفس ﴿هَذَا من عمل الشَّيْطَان﴾ يَعْنِي من تَزْيِين الشَّيْطَان من غير كفر كَمَا زين لآدَم ﵇ ولإخوة يُوسُف وَغَيرهم فأزلهم وَكَانُوا من افاضل عباد الله المخلصين فَهَذَا تفسيرهما وَأما قَوْله لإبليس ﴿إِنَّمَا سُلْطَانه على الَّذين يتولونه﴾ يَعْنِي الْمُشْركين وَقَول إِبْلِيس فِي آيَة أُخْرَى ﴿وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم من سُلْطَان﴾ فَكَانَ هَذَا عِنْد من يجهل التَّفْسِير ينْقض بعضه بَعْضًا وَلَيْسَ بمنتقض ولكنهما فِي تَفْسِير الْوُجُوه الْمُخْتَلفَة فَأَما قَوْله ﷿ لإبليس ﴿إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان﴾ يَعْنِي عباد الله المخلصين خَاصَّة لمن اسْتثْنى ﷿ أَنهم فِي علمه مُؤمنُونَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لإبليس عَلَيْهِم سُلْطَان أَن يستزلهم عَن التَّوْحِيد إِلَى الشّرك خَاصَّة بدعايته وتزيينه ووسوسته فَأَما الذُّنُوب دون الشّرك فَهُوَ يستزلهم وَذَلِكَ قَول مُوسَى ﵇ حِين قتل النَّفس ﴿هَذَا من عمل الشَّيْطَان﴾ يَعْنِي من تَزْيِين الشَّيْطَان من غير كفر كَمَا زين لآدَم ﵇ ولإخوة يُوسُف ﵇ وَغَيرهم فأزلهم وَكَانُوا من أفاضل عباد الله المخلصين فَهَذَا تفسيرهما فَأَما تَفْسِير قَوْله سُبْحَانَهُ لإبليس ﴿إِنَّمَا سُلْطَانه على الَّذين يتولونه﴾ يَعْنِي سُلْطَانه فِي الدُّعَاء إِلَى الشّرك والتزيين والوسوسة فِي أَمر الشّرك على الَّذين

1 / 65