التحرير في شرح مسلم
Editor
إبراهيم أيت باخة
Penerbit
دار أسفار
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1442 AH
Lokasi Penerbit
الكويت
Genre-genre
و من باب الترغيب في الصدقة و إخراج المال
[١٣] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا، تَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ)(١) أي: ليلة ثالثة، وقوله: (أَرْصِدُهُ لِدَينِ عَلَيَّ) يقال: أرصدت الشيء إذا أعددته، ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [التوبة: ١٠٧]، ومنه حديث الحسن بن علي رضي الله عنه: (ما خلّفَ أبي من دنياكم؛ إلا ثلاثمائة درهم؛ كان أرصدها لشراء خادم)(٢).
وفي رواية: (أَمْسِي ثَالِثَةً عِندِي مِنْهُ دِينَارٌ) دينار: اسم، وعندي: خبره، وثالثةً: ظرف، وقوله: (إِلَّا أَن أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ الَّلهِ هَكَذَا) يعني: إلا أن أفرقه في عباد الله هكذا، ثم بين قوله: (هَكَذَا) فقال: (حَثَا بَينَ يَدَيهِ هَكَذَا عَن يَمِينِهِ، وَهَكَذَا عَن شِماله) وقوله: (سَمِعتُ لَغَطًا)؛ اللغط: الجَلَبَةُ، وقوله: (لَعَلَّ رَسُولَ اللهِ عُرِضَ لَهُ)؛ على فعل ما لم يسم فاعله، أي: عرض له عارض مكروه، وقوله: (لَا تَبَرَح)؛ يقال: ما برح أي: لم يفارق مكانه، وقوله: (تَعَالَه) الهاء هاء الوقف.
وقوله: (فَأَجْلَسَنِي في قَاعٍ) ؛ القاع: المكان المستوي، (فَنَفَحَ فيه) أي: أعطى، يعني: تصرف فيه بالعطاء، يقال: نفح الطيب: إذا سطعت رائحته، وفي الحديث: (أَوَّلُ نَفْحَةٍ مِنْ دَم الشَّهِيدِ)(٣) أي: أول ما يبدو منه، وفي القرآن: ﴿وَلَيْن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابٍ رَبِّكَ﴾ [الأنبياء: ٤٦]، أي: قطعة، و(الحَرَّة): الحجارة السود.
(١) أخرجه برقم: ٩٩١، وأحمد برقم: ٩٤٢٧.
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر: ٢٢٦/٢.
(٣) وقع عند الحاكم في المستدرك: (٦٠٨٧): بلفظ قريب، من كلام يزيد بن شجرة الرهاوي: (فإنَّ أحدكم إذا أقبل كانت أول نفحة من دمه تحط عنه خطاياه كما تحط ورق الشجرة)، وأورد لفظ المؤلف صاحب الغريبين في القرآن والحديث ١٨٦٧/٦
133