129

التحرير في شرح مسلم

Editor

إبراهيم أيت باخة

Penerbit

دار أسفار

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1442 AH

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

Sains Hadis

الإِسْلَامِ، فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللّهِ فِي ظَهُورِهَا) وذكر الحديث(١).

قوله: (مَا مِنْ صَاحِبٍ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا)، الضمير في الظاهر راجع إلى الفضة، ومن حيث المعنى، راجع إلى الذهب والفضة جميعًا، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: ٣٤]، قيل المعنى: الذين يكنزون الذهبَ ولا ينفقونه، والفضةَ ولا ينفقونها، اكتفى بضمير أحدهما عن الآخر، قال الشاعر:

أَنْتَ بِمَا عِنْدَنَا وَنَحْنُ بِمَا * عِنْدَكَ رَاضٍ، وَالرَّأْيُ: مُخْتَلِفُ(٢)

والمعنى: راضيان، وقوله: (صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ) الصَّفِيحَةُ: الحجارة العريضة، والجمع: صفائح، و(صُفِّحَتْ) أي: عُرِضَتْ وجُعِلَتْ عَريضة، قال طرفة:

تَرَى جُثْوَتَيْنِ مِنْ تُرَابٍ، عَلَيْهِمَا * صَفَائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيحٍ مُنَضَّدٍ(٣)

يصف قبرين جُعِلَ عليهما التراب، والجثوة: التراب المجموع.

وقوله: (كُلَّمَا بَرَدَتْ)، كذا [في](٤) الكتاب، وفي نسخة (رُدَّتْ)(٥)،

  1. أخرجه برقم: ٩٨٧، وأخرج البخاري طرفًا منه: ٢٨٦٠.

  2. حصل للمؤلف قلب في صدر البيت، وصوابه: (نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا)، وهو لعمرو بن امرئ القيس الخزرجي، ينظر: جمهرة أشعار العرب: ٥٣١، البيان والتبيين: ٦٩/٣.

  3. من معلقة طرفة بن العبد البكري، ينظر: جمهرة أشعار العرب: ٣٢٨، شرح المعلقات السبع للزوزني: ١٠١٠.

  4. عدم وضوح في الأصل.

  5. في المفهم: ٢٥/٣ (وقوله: كلما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ؛ كذا رواية السجزي، ولكافة الرواة: كلما رُدَّتْ،=

129