التحرير في شرح مسلم
Editor
إبراهيم أيت باخة
Penerbit
دار أسفار
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1442 AH
Lokasi Penerbit
الكويت
Genre-genre
ومن باب بعثة الإمام رجلا على أخذ الصدقة
[٤] حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناه الله) (١)، ما ينقم؛ أي: ما ينكر وما يكره، أي: لم يكره من الإسلام شيئا؛ سوى إغناء الله إياه من فضله بالغنائم، وهذا مما لا يُنْقَم ولا يُنكر، وقوله: (إلا أنه كان فقيرًا) يجوز أن يكون في موضع نصب مفعول ينقم، ويجوز أن يكون استثناء منقطعا، والتقدير: ما ينقم شيئا، لكنه بطر النعمة فمنع الزكاة؛ أي: جعل موضعَ شكر الغنى منعَ الزكاة.
وقوله: (فإنكم تظلمون خالدًا، فقد احتبس أدراعه وأعتاده)، قوله: (احتبس) لغة في أحبس، ومعناه: وقف، و(الأعتاد): جمع العتد، والعتد: ما يُعد للحاجة وكذلك العتيد، وفي رواية: (حبس عبيده وكراعه)(٢)، حبس بتشديد الباء بمعنى: وقف، والعبيد: جمع العبد، والكراع: الخيل.
وفي الحديث ما يدل على وجوب زكاة التجارة في العروض، إذا اشتُرِيت بنية التجارة، وفيه دليل على سقوط الزكاة من الأوقاف، قيل: فإن طولب بالزكاة عن ثمن الأدراع والأعتاد، على معنى أنها كانت عنده للتجارة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا زكاة عليه فيها؛ إذ جعلها حبْسا في سبيل الله، وقيل: أجاز لخالد أن يحتسب بما قد احتبسه من الأدراع والأعتاد في سبيل الله في الصدقة التي أَمر بقبضها منه، وذلك لأن أحد أصناف المستحقين للصدقات: (سبيل الله)؛ وهم
(١) أخرجه برقم: ٩٨٣، وأبو داود: ١٦٢٣.
(٢) لم أقف على هذه الرواية، لكن ورد عند ابن خزيمة في صحيحه برقم: ٢٣٣٠ بلفظ: (أدراعه وأعبده).
122