Pencerahan dalam Agama dan Membedakan Kelompok yang Selamat dari Kelompok yang Binasa
التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين
Penyiasat
كمال يوسف الحوت
Penerbit
عالم الكتب
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1403 AH
Lokasi Penerbit
لبنان
Genre-genre
Akidah dan Kepercayaan
وجودهما الْآن وكل من أنكر كَون النَّار مخلوقة يُقَال لَهُ يَوْم الْقِيَامَة مَا اخبر الله عَنهُ وَهُوَ قَوْله ﴿انْطَلقُوا إِلَى مَا كُنْتُم بِهِ تكذبون﴾
وَمن جهالاته قَوْله إِن الْجنَّة لَا يكون فِيهَا افتضاض إِذْ لَا يكون هُنَاكَ ألم وَلم يعرف هَذَا الأحمق أَن الْقَادِر على ان يخلق الْجنَّة وَنَعِيمهَا وَأَن يزينها بالحور الْعين قَادر على أَن يحفظهم من الْأَلَم عِنْد الملاقاة وَكَانَ هَذَا الْمُدبر يجوز قتل مخالفيه حيله وَمن جوز هَذَا فِي الْمُسلمين لم يتحاش الْمُسلمُونَ عَن تجويزه فِيهِ وَفِي أَتْبَاعه
٩ - الْفرْقَة التَّاسِعَة
المردارية
هم المردارية أَتبَاع أبي مُوسَى المردار وَكَانَ يُقَال لَهُ رَاهِب الْمُعْتَزلَة يشْتَغل بالترهب كَمَا كَانَ يشْتَغل بِهِ رُهْبَان النَّصَارَى وَكَانَ فِي الْحَقِيقَة مردارا أَحَق الله فِيهِ حَقِيقَة لقبه كَمَا قَالَ الشَّاعِر
(وَقل مَا أَبْصرت عَيْنَاك من رجل ... الا وَمَعْنَاهُ ان فَكرت فِي لقبه)
وَكَانَ من أَنْوَاع مَا ارْتَكَبهُ من كفره قَوْله ان النَّاس قادرون على أَن يَأْتُوا بِمثل هَذَا الْقُرْآن وَبِمَا هُوَ أفْصح مِنْهُ وَكَانَ يَقُول ان كل من جَالس السلاطين فَهُوَ كَافِر لَا يَرث الْمُسلمين وَلَا يَرِثهُ الْمُسلمُونَ
وَالْبَاقُونَ من الْمُعْتَزلَة كَانُوا يَقُولُونَ ان من جَالس السُّلْطَان فَهُوَ فَاسق لَا مُؤمن وَلَا كَافِر خَالِد مخلد فِي النَّار وَهَذَا خلاف قَول الْمُسلمين قبلهم وَخلاف
أصُول أهل السّنة وَكَانَ يَقُول ان الله قَادر على أَن يظلم ويكذب وَلَو ظلم وَكذب كَانَ إِلَهًا ظَالِما كَاذِبًا وَهَذَا القَوْل لَا يَلِيق الا بِدِينِهِ الرَّقِيق الَّذِي لَيْسَ بِهِ تَحْقِيق وَكَانَ يَقُول كل من قَالَ بِجَوَاز رُؤْيَة الْبَارِي سُبْحَانَهُ فَهُوَ كَافِر وَمن شكّ فِي كفره فَهُوَ كَافِر وَمن شكّ فِي كفر من شكّ فِي كفره فَهُوَ كَافِر لَا إِلَى غَايَة وكل من أطلق مثل هَذِه الْمقَالة فَهُوَ مخذول لَا شكّ فِي كفره
١٠ - الْفرْقَة الْعَاشِرَة
الجعفرية
مِنْهُم الجعفرية وهم أَتبَاع جَعْفَر بن مُبشر وجعفر بن حَرْب وهما كَانَا أصلين فِي الْجَهَالَة والضلالة كَانَ جَعْفَر بن مُبشر يَقُول فساق هَذِه الْأمة شَرّ من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس والزنادقة مَعَ قَوْله بِأَنَّهُم موحدون فِي منزلَة بَين المنزلتين لَا مُؤمن وَلَا كَافِر وَكَيف يعقل قَول الْقَائِل أَن الموحد شَرّ من الْمُشرك وَمن كَانَ هَذَا قَوْله كَانَ حَقِيقا بَان يُقَال بِأَنَّهُ شَرّ من جَمِيع الْكَفَرَة وَكَانَ يَقُول فِي الْفُرُوع ان رجلا لَو كَانَ يخْطب امْرَأَة واجتمعا للْعقد بَينهمَا فَوَثَبَ عَلَيْهَا واطاعته فألم بهَا ان الْمَرْأَة لَا حد عَلَيْهَا وَالرجل يجب عَلَيْهِ الْحَد وَقَوله فِي الْمَرْأَة خلاف اجماع الْمُسلمين وَكَانَ جَعْفَر بن حَرْب على ضَلَالَة استاذه المردار وَزَاد عَلَيْهِ بِأَن قَالَ ان بَعْضًا من الْجُمْلَة يكون غير الْجُمْلَة وَهَذَا يُوجب أَن تكون الْجُمْلَة غير نَفسهَا لَان كل بعض مِنْهَا عِنْده غَيرهَا فَكَانَ يَقُول ان الْمَمْنُوع من الْفِعْل قَادر على الْفِعْل وَلكنه لَا يتَمَكَّن من الْفِعْل وَلَو جَازَ مثل هَذَا لجَاز أَن يُقَال ان الْعَالم بالشَّيْء عَالم بِهِ وَلكنه لَا يعرف شَيْئا وَهَذَا متناقض فِي نَفسه
1 / 77