110

Pencerahan dalam Agama dan Membedakan Kelompok yang Selamat dari Kelompok yang Binasa

التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

Editor

كمال يوسف الحوت

Penerbit

عالم الكتب

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1403 AH

Lokasi Penerbit

لبنان

وَجَمَاعَة من متكلمي الْبَصْرَة يُقَال لَهُم السالمية وهم من جملَة الحشوية يَتَكَلَّمُونَ ببدع متناقضة قبلوه وَقَالُوا إِنَّه كَانَ صوفيا محققا وَله كَلَام فِي معَان دقيقة فِي حقائق الصُّوفِيَّة وَكَذَلِكَ الْفُقَهَاء اخْتلفُوا فِي حَاله سُئِلَ أَبُو الْعَبَّاس بن سُرَيج عَن حَاله لما أُرِيد قَتله فتوقف فِيهِ وَأفْتى أَبُو بكر بن دَاوُد بِجَوَاز قَتله وَكَذَلِكَ أهل التصوف اخْتلفُوا فِي حَاله فَرده عَمْرو بن عُثْمَان الْمَكِّيّ وَأَبُو يَعْقُوب الأقطع وردوا من كَلَامه أَنه قَالَ يَوْمًا للجنيد أَنا الْحق فَقَالَ لَهُ الْجُنَيْد أَنْت بِالْحَقِّ أَي خَشَبَة تفْسد فظهرت فراسته حَتَّى صلب بعد ذَلِك وَقَبله أَبُو الْعَبَّاس بن عَطاء وَأَبُو عبد الله بن خَفِيف وَأَبُو الْقَاسِم النصرآبادي وَفَارِس الدينَوَرِي وَقَالُوا أظهر الله عَلَيْهِ أحوالا من الكرامات وَكَانَ من حَقه أَن يحفظ سره فِيهَا فعاقبه الله تَعَالَى بتسليط من كَانَ يردهُ عَلَيْهِ حَتَّى بَقِي حَاله مُشكلا ملبسا قَالُوا وَالدَّلِيل على صِحَة بَاطِنه أَنه كَانَ يقطع يَده وَرجله وَيَقُول حسب الْوَاحِد أَفْرَاد الْوَاحِد
وَحكى عَنهُ انه سُئِلَ يَوْمًا عَن دينه فَقَالَ ثَلَاث أحرف لَا عجم فِيهَا ومعجومان وَانْقطع الْكَلَام قَالُوا أَرَادَ بِهِ التَّوْحِيد وَالَّذين قَالُوا بتفكيره إِنَّمَا قَالُوهُ لما حكوا عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول كل من هذب نَفسه فِي الطَّاعَة وصبر على اللَّذَّة وَصفا حَتَّى لَا يبْقى فِيهِ شَيْء من البشرية حل فِيهِ روح الْإِلَه كَمَا حل فِي عِيسَى ﵇ وَلَا يُرِيد شَيْئا إِلَّا كَانَ كَمَا أَرَادَ وَيكون جملَة فعله قَول الله تَعَالَى وَكَانَ

1 / 133