157

Sirat Mustaqim

الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم‏

Genre-genre

ثم قال الوزير الذي هو العقل أيها الملك لا بد لك من خاصة يؤثرونك ولو كان بهم خصاصة فتحتاج إلى تاج هو الولاية وإلى معراج هو العناية وإلى دليل هو الهداية وإلى مركوب هو الصدق وإلى حلية هي السكينة وإلى صاحب هو العلم وإلى بواب هو الورع وإلى سياف هو الحق وإلى كاتب هو المراقبة وإلى سجن هو الخوف وإلى ميزان هو الرجاء وإلى سراج هو الحكم وإلى نديم هو الفكر وإلى خزانة هي اليقين وإلى كنز هو القناعة وإلى صاحب بريد هو الفراسة.

ثم قال أيها الملك انظر إلى رعيتك بعين الرحمة واقسم بكل ما تقيم به رسمه فقال الملك بل انظر أنت في الرعية وأزل عنهم الشكية فقالت اليدان على جمع الآلة والأسنان أنا أطحن وأعزل النخالة والريق أنا أعجن وأتولى إلى المعدة إنزاله والمعدة أنا أطبخ وما أزيد على ذلك عمالة والكبد أنا آخذ الصافي وأترك الحثالة والقدرة أنا أفرقه بالعدالة إلى كل عضو ما يطيق احتماله.

ثم نادى منادي الفيض يا معشر الرعية قد أقسم الملك بالألية أن من عدل عن الطريق السوية وكفر نعمة العطية وأنفقها في الخطية فقد أفسد النية ونقض البنية و أولئك هم شر البرية . واعلم أنك لا تصل إلى منازل القربات حتى تقطع ست عقبات فطم الجوارح عن المخالفات الشرعية فتشرف على ينابيع الحكمة العقلية.

فطم النفس عن المألوفات العادية فتشرف على سرائر العلوم الربانية.

فطم القلب عن الرعونات البشرية فتشرف على أعلام المناجاة الملكوتية.

فطم النفس عن الكدورات الطبيعية فتشرف على أنوار المنازلات القرينية.

فطم الروح عن البخارات الحسية فتشرف على أقمار المشاهدات الحبيبية.

فطم العقل عن الخيالات الوهمية فتهبط على رياض الحضرة القدسية.

فهنالك تغيب مما تشاهد من اللطائف الإنسية عن الكثائف الحسية.

Halaman 157