Al-Shafi'i: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Penerbit
دار الفكر العربي
Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
1398 AH
Carian terkini anda akan muncul di sini
Al-Shafi'i: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
Muhammad Abu Zahraالشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Penerbit
دار الفكر العربي
Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
1398 AH
كان يطير فرحًا إذا وافق رأيه حديثًا نقله بعض الصحابة، كما هو مشهور في مسألة المفوضة التي قضى لها بمهر مثلها، فشهد بعض الصحابة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بمثل ما قضى به.
ولقد كان الفريق الثاني يأخذ على الذين يفتون بآرائهم أنهم يفتون في دين الله بغير سلطان من كتاب أو سنة.
والحق أنه كان الصحابة بين حرجين دينيين انبعثا من قوة وجدانهم الديني (أحدهما) أن يكثروا من التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكي يعرفوا أحكام الأحداث التي تحدث، وفي ذلك خشية الكذب عليه، جاء في كتاب حجة الله البالغة للدهلوي: قال عمر رضي الله عنه حين بعث رهطًا من الأمصار إلى الكوفة: إنكم تأتون الكوفة، فتأتون قومًا لهم أزيز بالقرآن، فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث، فأقلوا الرواية.
(ثانيهما) أن يفتوا بآرائهم، فيما لم يشتهر فيه أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك تهجم على التحليل والتحريم بآرائهم، فمنهم من اختار الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوقوف عند الأثر، ومنهم من اختار الرأي فيما لم يشتهر عن الرسول، فأفتى برأيه، فإن علم حديثًا بعد ذلك رجع عن رأيه إلى الحديث، وقد روي ذلك عن كثير من الصحابة، ومنهم عمر رضي الله عنه.
٤٣ - جاء بعد الصحابة تلاميذهم، وهم التابعون، وفي عهدهم حدث أمران:
(أحدهما) أن المسلمين انقسموا إلى أحزاب وشيع، وكانت ربح الخلاف شديدة عنيفة هائجة، فكان بأسهم بينهم شديدًا، وسهل عليهم أن يتراموا بألفاظ الكفر والفسوق والعصيان، وأن يتراشقوا بنبال الموت، وأن تشجر السيوف، لقد انقسمت الأمة إلى خوارج وشيعة، وأموية، وساكنون رضوا ببلاء الله الذي نزل، وبعدوا عن الفتنة، فلم يخوضوا فيها، وكان الخوارج فرقًا مختلفة، أزارقة، وإباضية، ونجدات، وأسماء
69