Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Genre-genre
تحسين الكفن
أمر النَّبيُّ ﷺ بتحسين الكفن لمن وَلِي ذلك كرامة للميّت ولأهله، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ... (٧٠)﴾ [الإسراء]، فالمؤمن مكرّم حيًّا وميّتًا، عن جَابِر ﵁، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ يَوْمًا، فَذَكَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ (١)، وَقُبِرَ لَيْلًا، فَزَجَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِنْسَانٌ إِلَى ذَلِكَ، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ" (٢)، والتّحسين يحمل على الصّفة بعيدًا عن المغالاة في الثّمن.
صفة الكفن
غُسْلُ المَيِّتِ وَكَفَنُهُ وَتَجْمِيرُهُ كلّ ذلك وِتْرٌ، وصفة الكفن ثلاثة أثواب بيض مِنْ قطن تُلَفّ على الميِّت، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، قَالَتْ: "كُفِّنَ النَّبِيُّ ﷺ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ سُحُولٍ (قرية باليمن) كُرْسُفٍ (قطن) لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلا عِمَامَةٌ" (٣).
وكفن المرأة ككفن الرّجل، واستحبَّ كثير من أهل العلم أنْ تكفَّن المرأة في خمسة أثواب، واستدلّوا بحديث لَيْلَى ابْنَةِ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةِ (٤)، لكن في سنده ضعف.
(١) غَيْرِ كَامِلِ السَّتْرِ. (٢) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٢/ص ٦٥١) كِتَابُ الْجَنَائِزِ. (٣) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٢/ص ٧٧/رقم ١٢٧١) كِتَابُ الجَنَائِزِ. (٤) قَالَتْ: "كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ رَسُولِ الله ﷺ عِنْدَ وَفَاتِهَا، وَكَانَ أَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ الله ﷺ الْحِقَاءَ، ثُمَّ الدِّرْعَ، ثُمَّ الْخِمَارَ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةَ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ بَعْدُ فِي الثَّوْبِ الْآخِرِ، قَالَتْ: وَرَسُولُ الله ﷺ جَالِسٌ عِنْدَ الْبَابِ مَعَهُ كَفَنُهَا يُنَاوِلُنَاهُ ثَوْبًا ثَوْبًا". أحمد "المسند" (ج ٤٥/ص ١٠٦/رقم ٢٧١٣٥) إسناده ضعيف. وأخرجه أبو داود في "السّنن" (ج ٥/ص ٧٠).
1 / 114