Al-Sahib and Caliph Abu Bakr Al-Siddiq
الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق
Genre-genre
فلاح الأمة ونجاحها في اتباع الكتاب والسنة
الدرس الأول: لا فلاح ولا نجاح لهذه الأمة في الدنيا والآخرة إلا باتباع القرآن الكريم وسنة الرسول ﷺ، قال ﷿: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [المائدة:٤٩] وهذا تحذير واضح عن التفريط في أي جزئية من جزئيات الشرع الإسلامي.
وقد سار الصحابة رضوان الله عليهم على هذا النهج ولم يخالفوا، ولذلك سبقوا ونجحوا.
ولا معنى لاتباع القرآن دون اتباع السنة، فالصحابة ما كانوا يفرقون بين حكم جاء في كتاب الله وحكم جاء في سنة رسول الله ﷺ، فما دام قد صح عن رسول الله ﷺ فمن المؤكد أنه لن يتعارض مع القرآن، ومن المؤكد أنه سيكون وحيًا من الله ﷿، قال ﷿: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:٣ - ٤].
فالسنة مفصلة لما أجمله القرآن الكريم، والسنة مقيدة لما أطلقه القرآن الكريم، والسنة شارحة لما خفي عن الناس من أحكام القرآن الكريم، بل وأحيانًا تأتي في السنة أحكام ليست في كتاب الله ﷿، والمسلمون مأمورون باتباعها كاتباع القرآن الكريم تمامًا بتمام.
وعلى سبيل المثال رأينا في هذه المجموعة اتباع الصديق ﵁ وأرضاه لكل أفعال الرسول ﷺ، رأينا اتباعًا دقيقًا في كل خطوة، ورأينا إنفاذ بعث أسامة بن زيد ﵄ مع تعارضه مع عقول بعض الصحابة، لكن إذا أمر به الرسول ﷺ فلابد أن الخير سيكون في تنفيذه، ورأينا اتباعه لأمره في صلح الحديبية مع اختلاف حسابات البشر عن رؤية الرسول ﷺ، ثم رأينا بعد ذلك كيف كان الخير في ذلك الأمر.
ورأينا في السقيفة كيف انصاع الأنصار لحديث رسول الله ﷺ: (الأئمة من قريش) وهو ليس من القرآن، لكن الصحابة ما كانوا يفرقون بين قرآن ولا سنة، فالقرآن والسنة مصدران متكاملان للتشريع، ولو ترك المسلمون أحدهما فإنهم سيضلون لا محالة.
جاء في موطأ الإمام مالك أن رسول الله ﷺ قال: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة نبيه محمد ﷺ.
12 / 6