25

القواعد الفقهية: مفهومها، ونشأتها، وتطورها، ودراسة مؤلفاتها أدلتها، مهمتها، تطبيقاتها

القواعد الفقهية: مفهومها، ونشأتها، وتطورها، ودراسة مؤلفاتها أدلتها، مهمتها، تطبيقاتها

Penerbit

دار القلم

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

1414 AH

Lokasi Penerbit

دمشق

Genre-genre

Kaedah Fiqh

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، الهادي إلى صراطه المستقيم، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد النبي الأمي الأمين، المبعوث رحمةً للعالمين، الذي أرسى قواعد الدين ورسم معالم التشريع الحكيم، وعلى آله وصحبه وعترته ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فلعل أعظم ثروة علمية تناقلتها الشفاه، وتوارثتها الأجيال، وسجَّلتها الأقلام في الإسلام هي الثروة الفقهية، لأنها تشكل منهاجاً يهيمن على أفعال المكلَّفين، ويبيِّن ما يتحتم عليهم من دقيق وجليل، ويقرر لهم طرائق السلوك في العبادات والمعاملات؛ فإن كل لبنة من لبنات حياة المسلم تقوم على أساس علم الفقه والإلمام به والاطلاع على تفاصيله، والسير على الخطوط التي يرسمها. فهذا العلم هو الذي يضمن للبشرية السعادة باعتبار ما يؤول إليه التشريع الإسلامي من جلب المصالح ودرء المفاسد، وتوجيه مسار الحياة إلى الاتجاه السليم والخط المستقيم. ومن هنا سعى جهابذة الفقهاء من الصحابة والتابعين والأئمة المتقدِّمين والمتأخرين إلى نشر هذا العلم وشمِّروا عن ساعد الجد في تمحيصه وتنظيمه.

وقد أخذ هذا العلم - المقتبس من أدلة الشرع - في النمو والازدهار في عصر الأئمة المجتهدين، وبدأ تدوينه تدريجياً في كتب مستقلة مخصوصة. ولم يكن الفقه في فجر الإسلام على الشاكلة الموجودة بين أيدينا اليوم من كثرة الفروع فيه، إذ إن التوسع في المسائل قد نجم في العصور المتأخرة بعد أن جدَّت حوادث وقضايا، فحينئذٍ لم تبق مندوحة أمام الفقهاء عن تفريع المسائل التي

25