57

The General Principle of Prioritizing Applying Speech Over Neglecting It and Its Impact in Foundations

القاعدة الكلية إعمال الكلام أولى من إهماله وأثرها في الأصول

Penerbit

المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1406 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Kaedah Fiqh

الشرط الثاني: أن لا يكون اللفظ مشتركاً بين معنيين لا يتضح مراده منهما كقوله: أوصيت إلى مولاي، والمولى يطلق على السيد وعلى العبد وتصح الوصية من الاثنين، وهذا الشرط سيأتي تفصيله أكثر في القاعدة الرابعة وهي ((إذا تعذر أعمال الكلام يهمل)) وسأعرض له أيضاً في أثر القاعدة الكلية في إعمال المشترك مع القرينة إن شاء الله.

وأما الشروط التي تعود إلى المتكلم فهي ((البلوغ - والعقل، والاختيار)) وسأعرض آراء الفقهاء في كل شرط من هذه الشروط باختصار.

الشرط الأول: البلوغ، فما هي السن التي بموجبها يصح تصرف المكلف في الشريعة ويصان كلامه ويصحح؟

اختلف الفقهاء في تحديد السن التي بموجبها يصح كلامه ويصان عن الإلغاء فمنهم من يشترط البلوغ لصحة كلامه، ومنهم من لا يشترط البلوغ فيصحح أقوال الصبي والتزاماته. مثال ذلك اختلافهم في طلاق الصبي فنجد الفقهاء يختلفون في هذه المسألة تبعاً لاختلافهم في ضوابط الأهلية.

فالصبي الذي لا يعقل الطلاق، ولا يفهم معناه لا يصح طلاقه باتفاق الفقهاء، أما الصبي الذي يعقل الطلاق، ويفهم معناه، ويعلم أن زوجته تحرم به هذا اختلف فيه الفقهاء على مذهبين مشهورين الأول أن طلاقه صحيح، روى ذلك عن أحمد رضي الله عنه، واختاره جمع غفير من أصحابه وهو مذهب بعض علماء السلف، كعطاء(٢٣) والحسن(٢٤) والشعبي(٢٥) وإسحاق(٢٦).

(٢٣) هو عطاء بن أبي رباح واسمه أسلم القرشي عالم جليل انتهت إليه فتوى أهل مكة وذكر في ترجمته أوصاف غريبة فقيل أنه كان أسود وأعور وأفطس وأشل وأعرج ثم عمي ثم قطعت يده مع ابن الزبير كان فقيهاً ثقة مات سنة ١١٤ وقيل غير ذلك ((تهذيب التهذيب)) ج ٢٠٢/٧ طبعة أولى.

(٢٤) هو الحسن بن أبي الحسن يسار البصري أبو سعيد مولى الأنصار كان فصيحاً رأى عليا وطلحة، وعائشة كان أفقه أهل البصرة وأجلهم، وأهيبهم حتى قيل عنه كان أكمل الناس مروءة في عصره قال ابنه عبد الله ملك أي سنة ٨٨ هـ، تهذيب التهذيب ج ٢٦٣/٢ والتقريب ١٦٥/١ الطبعة الثانية.

(٢٥) الشعبي هو عامر بن شراحيل بن عبد وقيل عامر بن عبد الله بن شراحيل الشعبي الحميري أبو عمرو الكوفي من شعب همدان ولد سنة ١٦ ومات سنة ١٠٩ هـ وقيل غير ذلك تهذيب التهذيب، ٦٥/٥ الطبعة الأولى.

(٢٦) هو إسحاق بن راهويه بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه المروزي أحد الأئمة قال الإمام أحمد لم يعبر الجسر إلى خراسان أحد مثله توفي رحمه الله سنة ٢٣٨ هـ. تهذيب التهذيب ٢١٨/١.

55