165

Fiqh Theories

النظريات الفقهية

Penerbit

دار القلم والدار الشامية

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1414 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Kaedah Fiqh

مجموعة أشخاص، ليصبح عادة جماعية في موضوع معين، في الأقوال أو الأفعال.

إذن كانت الحاجة باعثاً للوصول إلى شيء، ويتكرر هذا الشيء عدة مرات من شخص وأشخاص فيكون عادة لهم فيه.

وقد تكون الحاجة عامة، يحسّ بها الحكام وأصحاب السلطة، فيصدرون أمراً معيناً ليسير عليه الناس، ويتكرر مرة ومرات ليكون عادة لهم، وقد تكون هذه الحاجة أو هذا الباعث حصل في زمن مضى، وكون عادة قديمة ثم انتقل إلى الأجيال اللاحقة فالتزمته وسارت عليه، وهو التقاليد والعادات الموروثة التي يأخذها جيل عن جيل عن جيل(١).

وهذه العادات بعضها حسن يحقق مصالح الناس ويتفق مع مقاصد الشريعة، وأهدافها العامة، وبعضها قبيح يبتدعه دعاة السوء، ويتكرر منهم، ثم يستشري شره إلى غيرهم، ويتكرر منهم ليصبح عادة عامة سيئة قبيحة.

والعادات لها سلطان كبير على النفس، فتأسرها وتقيدها في الحياة والتصرفات والأقوال والأفعال، وتصبح العادة عند الإنسان طبيعة ثانية، يصعب عليه التخلي عنها، أو التخلص منها، سواء كانت عادات حسنة أو قبيحة، ويحتاج صاحبها إلى عزيمة قوية، وإرادة صامدة، وتوجيه عميق للإقلاع عن عاداته، وهو ما يواجه الأنبياء والمصلحين والدعاة إلى الخير والفلاح، والبعد عن العادات الفاسدة، والتقاليد البالية(٢).

تعريف العادة والعرف:

من مجموع ما تقدم يمكن تعريف العادة بأنها:

الأمر المتكرر من غير علاقة عقلية(٣).

(١) المدخل الفقهي العام ٨٣٣/٢، العرف والعادة ص ١٥.

(٢) المدخل الفقهي العام ٨٣٤/٢، العرف والعادة ص ١٦.

(٣) العرف والعادة في رأي الفقهاء، أحمد فهمي أبو سنَّة ص ١٠.

165