Fiqh Theories
النظريات الفقهية
Penerbit
دار القلم والدار الشامية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1414 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
وينفذ شريعة السماء التي نزلت لإنقاذ الناس من الظلم والظلام، ويطبق حدود الله تعالى.
قال عز وجل: ﴿لَقَد أَرسَلنا رسلنا بالبيناتِ، وأنزلْنا معهم الكتابَ والميزانَ ليقومَ النَّاسُ بالقسط﴾ (سورة الحديد) الآية: ٢٥.
وقال تعالى ﴿وإذا حكمتُم بِينَ النَّاسِ أَن تَحْكموا بالعَدْل، إنَّ اللهَ نِعِمًا يَعِظُكُم به﴾ (سورة النساء) الآية: ٥٨.
وقال تعالى: ﴿يا أيُّها الذين آمنوا كونُوا قَوَّامينَ لله، شُهداءَ بالقِسْط، ولا يَجْرِمَنَّكُم شنآن قومٍ على ألا تَعدِلوا، اعْدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا اللهَ، إنَّ الله خبيرٌ بما تعملون﴾ (سورة المائدة) الآية: ٨.
ونخلص مما سبق إلى بيان المبادىء الآتية:
١ - إن الإِسلام دين ودولة، عقيدة وشريعة، إيمان ونظام ، وإن الإِسلام غرس العقيدة وأقام من القلب والإِيمان رقيباً على تصرفات الإنسان لتبقى في مجال أحكام الله تعالى: ﴿كلَّ نفسٍ بما كسبتْ رَهينة﴾ كما أقام الدولة لضمان التطبيق والإشراف على التنفيذ.
٢ - إن الفائدة من الأحكام والتشريع وإعلان الحقوق والمبادىء ، تنحصر عند تطبيقها والالتزام بها، وتأمين الحماية لها، وبمعنى آخر: إن من أهم ميزات التشريع، وأول خصائص القانون أنه إلزامي يجب تطبيقه والتقيد به، وهذا ما يميزه من قواعد الأخلاق والعادات، فكل مكلف ملزم في أعماله ومعاملاته وجميع تصرفاته بالأوامر والنواهي الشرعية، سواء في ذلك أفعاله المادية الخاصة به والتي تصدر عنه، كالسير والكلام والأكل والشرب والاستعمال والاستهلاك والحيازة، أو تصرفاته المدنية في تعامله مع الآخرين لكسب الحقوق أو إسقاطها عن طريق الإِرادة المنفردة، كالطلاق والإِبراء، أو عن طريق العقود كالبيع والشركة وغيرها، فكل فعل أو تصرف يجب أن يتقيد بالنظام الشرعي والأحكام الشرعية والحدود المخصصة له والشروط والقواعد الموضوعة لتحقيق المصالح وتأمين المنافع بالعدل والقسطاس(١).
(١) انظر المدخل الفقهي العام ٦٠١/٢ وما بعدها.
13