141

al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān

المحرر في علوم القرآن

Penerbit

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genre-genre

المبحث الثاني
الجمع في السطور
مرَّ الجمع في السطور بمراحل متعددة، وقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: في عهد النبي ﷺ.
المرحلة الثانية: في عهد أبي بكر ﵁.
المرحلة الثالثة: في عهد عثمان ﵁.
ولكل مرحلة من هذه المراحل خصائصها وسماتها، ويمكن تفصيل القول فيها من خلال الآثار الواردة في هذا الموضوع، وإليك هذا التفصيل:
• المرحلة الأولى *
جمع القرآن في عهد النبي (ص)
يظهر أنه لما كان الرسول ﷺ في مكة لم يكن هناك اعتناءٌ ظاهرٌ بتدوين القرآن؛ إذ لم يرد سوى آثارٍ ضعيفة يمكن الاستئناس بها فقط؛ كأثر إسلام عمر بن الخطاب ﵁، وأخذه الصحيفة التي كُتب بها أول سورة طه.
ولما انتقل النبي ﷺ إلى المدينة النبوية، وكان الأمر قد آل إليه، وقد بدأ بتنظيم المجتمع الإسلامي؛ كان مما اعتنى به كتابة القرآن، فكتب ما نزل عليه بمكة، وإذا نزل عليه شيء من القرآن بالمدينة كتبه، وألَّف (جمع) القرآن المكي والمدني على حسب ما أمر به الله جبريل ﵇، وقد كان له في المدينة كتَّابٌ معروفون يدعوهم لكتابة ما ينْزل من القرآن، وكان من أخصِّهم بذلك زيد بن ثابت الأنصاري ﵁.

1 / 150