Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Penerbit
دار الاعلام
Nombor Edisi
الأولى ١٤٢٢هـ
Tahun Penerbitan
١٤٢٣هـ
Genre-genre
الوقفة التاسعة: مع الناقض التاسع من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد ﷺ، كما وسع الخضر ﵇ الخروج عن شريعة موسى ﵇
المراد بهذا الناقض:
يعتقد البعض أن بالإمكان الخروج عن شريعة نبينا محمد ﷺ ومخالفته، والاستغناء عن متابعته في عموم أحواله أن بعضها، زاعمين أن في قصة الخضر ﵇ حجة لهم١.
ولا ريب أن هذا الاعتقاد كفر مخرج عن الملة. يقول الشيخ موسى بن أحمد المقدسي: من اعتقد أن لأحد طريق إلى الله من غير متابعة محمد ﷺ، أو لا يجب عليه اتباعه، أو أن له أو لغيره خروجا عن اتباعه وأخذ ما بعث به، أو قال: أنا محتاج إلى محمد في علم الظاهر دون علم الباطن، أو في علم الشريعة دون علم الحقيقة، أوقال: إن من الأولياء من يسعه الخروج عن شريعته كما وسع الخضر الخروج عن شريع موسى، أو أنغير هدي النبي ﷺ أكمل من هديه، فهو كافر"٢.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "من اعتقد أن أحدا من أولياء الله يكون مع محمد ﷺ كما كان الخضر مع موسى ﵇؛ فإنه يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه"٣.
وقصة الخضر مع موسى قصها الله علينا٤، وفيها: خرق الخضر للسفينة، وقتله للغلام، وإقامته للجدار. وقد زعم المحتجون بها أن الخضر خالف موسى ﵇ وخرج عن شريعته، وعن الأمر والنهي الشرعيين. قالوا: وكذلك يسوغ لبعض الناس الخروج عن الشريعة النبوية كما ساغ للخضر الخروج عن متابعة موسى عليه السلام٥.
ومزاعمهم هذه مردودة عليهم من وجوه٦:
_________
١ انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١١/ ٤٢٢.
٢ الإقناع لطالب الانتفاع لموسى المقدسي ٤/ ٢٨٧-٢٨٨.
٣ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٣/ ٤٢٢.
٤ في سورة الكهف، الآيات ٦٠-٨٢.
٥ انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١١/ ٤٢٠.
٦ ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ١١/ ٢٦٣.
1 / 87