Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Penerbit
دار الاعلام
Nombor Edisi
الأولى ١٤٢٢هـ
Tahun Penerbitan
١٤٢٣هـ
Genre-genre
ورسولنا ﷺ هو سيد ولد آدم، وأفضل الأنبياء والمرسلين، وأول شافع وأول مشفع قد حذرنا من الغلو فيه، والإسراف في مدحه، حتى قال ﷺ: "لا تطروني١ كما أطرت النصارى ابن مريم؛ فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله رسوله" ٢.
وحين جاءه ناس فقالوا له: يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، قال: "يا أيا الناس! قولو بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، وأنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ﷿" ٣.
فإذا كان هذا النهي في حقه ﷺ: أن لا يزاد في مدحه، فغيره أولى أن لا يزاد في مدحهم.
وليست المبالغة في مدحه ﷺ دليلا على محبته، فإن المحبة إنما تعلم بالاتباع، ولو كان هؤلاء المسرفين في المدح صادقين في حبه ﷺ، لامتنعوا عن الغلو فيه؛ لأنه نهى عن ذلك، وأمرنا أن ننتهي عما نهانا عنه. يقول ﷺ: "فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم" ٤.
ونحن نحبه ﷺ، وهو أحب إلينا من أنفسنا، وآبائنا، وأبنائنا، وأهلينا، وأموالنا.
ونعلم أنه لا طريق إلى الله إلا بمتابعته ﷺ، وفعل ما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر. فلا نفعل ما نهانا عنه من الغلو فيه، ومجاوزة الحد في شخصه الكريم.
المسألة الثانية: تصوير الأنبياء والصالحين، واتخاذ تماثيل لهم:
لقد كان سبب وقوع أول شرك في بني آدم، هو الغلو في الأشخاص وتقديسهم، واتخاذ تماثيل لهم؛ فقد روى البخاري في صحيحه، عن ابن عباس ﵄
١ الإطراء: المدح والزيادة في الثناء. "المعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص٥٥٦". ٢ صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ . ٣ أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/ ١٥٣، ٢٤١. ٤ صحيح البخاري، كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله ﷺ.
1 / 163