Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Penerbit
دار الاعلام
Nombor Edisi
الأولى ١٤٢٢هـ
Tahun Penerbitan
١٤٢٣هـ
Genre-genre
٢- ما روته أم المؤمنين عائشة، وابن عباس ﵁ قالا: لما نزل برسول الله ﷺ طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه؛ فقال وهو كذلك:
"لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا.
قالت عائشة ﵂: ولولا ذلك لأبرز قبرهن غير أنه خشى أن يتخذ مسجدا١؛ أي: لولا نهيه ﷺ عن اتخاذ المساجد على القبور لكشف قبر النبي ﷺ، ولم يتخذ عليه الحائل.
فلعن ﵊ في هذا الحديث من كان قبلنا، وأنكر عليهم. وإنكاره صنيعهم هذا يخرج على وجهين:
أحدهما: أنهم يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لهم.
والثاني: أنهم يجوزون الصلاة في دافن الأنبياء والسجود في مقابرهم، والتوجه إليها حالة الصلاة نظرا منهم بذلك إلى عبادة الله، والمبالغة في تعظيم النبياء. والأول هو الشرك الجلي، والثاني الخفي؛ فلذلك استحقوا اللعن٢.
٣- ما رواه جندب بن عبد الله ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، إني أنهاكم عن ذلك" ٣. ولهذا النهي منه ﷺ "بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر الرسول ﷺ، فأعلوا حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة بقبرة ﷺ، ثم خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلة إذا كان مستقبل المصلين، فتتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وتحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلث من جهة الشمال، حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره"٤.
٤- ما رواه جابر بن عبد الله ﵄ قال: نهى رسول الله ﷺ أن يخصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه٥.
١ صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب ٥٥. وصحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور. ٢ تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص٣٢٧. ٣ صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور. ٤ المفهم شرح صحيح مسلم للقرطبي ٢/ ٩٣٢. ٥ صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه.
1 / 158