المفصل في القواعد الفقهية
المفصل في القواعد الفقهية
Penerbit
دار التدمرية
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
1432 AH
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
منه العلماء والمجتهدون؛ ليثروا منه علومهم ومعارفهم، وليقدِّموا للأمة الأحكام الشرعية المستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية، والآثار المرويّة حفظاً لكيان هذه الأمة، وإبقاءً لعناصر وجودها ومكامن كيانها، وتحقيقاً لمقاصد الشريعة الغرَّاء في بناء الأفراد والمجتمعات، وإشادة الأمجاد والحضارات، وتنظيم شتَّى شؤون الحياة على أسمى الأهداف والغايات، وأقوى الوشائج والعلاقات.
وقد كان الفقه الإسلاميّ على مرّ العصورِ وکرِّ الدهور، مصدر فخارٍ الأمة، وموضع اعتزازها، ومحلَّ اهتمامها، ومبعثٍ نمائها وعطائها، حيث وفَّی باحتياجاتها، وسَايَرَ مستجدّاتها، ولم يقف عاجزاً أمام متغيِّراتها وتحديّاتها، فله القدح المعلّى في رفع هامةِ الأمة سامقةً أمام الأمم والحضارات، واجتيازها بُحُورَ الفتن، وأمواج المحن، إلى برِّ الأمان وشاطئ النجاة، ولله در القائل:
إذا ما اعتزّ ذو علم بعلم فأهلُ الفقه أولى باعتزاز
وقد حظي هذا العلم بالاهتمام والعناية والاجتهاد والرعاية فألفت فيه المؤلفات على اختلاف المدارس والمذاهب، تمشيًا مع تجدد الأحداث والنوازل، والتي أدت بسبب تكاثرها إلى تفريع المسائل التي لم ينصّ عليها، وتخريجها على أصول تمّ وضعها، وأُحْكِم نسجها في القرون الخيّرة الأولى من الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين - رحمهم الله -، وذلك عن طريق إعمال القياس والتعليل، والنظر في مقاصد الشارع الحكيم، والاستقراء، واستنباط المناط وتحقيقه، وكان ثمرة هذه الجهود المباركة بزوغ فجر علم جديد مستقل إلى الساحة العلمية الشرعية، ألا وهو: علم القواعد الفقهية، الذي احتل مكاناً مرموقاً بين الفنون الفقهية الأخرى، لتضمّنه كثيرًا من القواعد التي تتمتع بالسعة والمرونة، وإحاطتها بكثير من المسائل والفروع الفقهية، يقول الإمام القرافي - رحمه الله- في أهمية القواعد الفقهية: ((وهي جليلة القدر، كثيرة العدد، مشتملة على أحكام الشرع وحِكمه، لكل قاعدة من الفروع
7