المفصل في القواعد الفقهية
المفصل في القواعد الفقهية
Penerbit
دار التدمرية
Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
1432 AH
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
القاعدة، حكم قانوني، ويقصدون بالحكم: الأثر الذي يترتب شرعاً على الواقعة، أو الفرض، وفق ما تتضمنه القاعدة، أمراً أو نهياً أو غير ذلك(١)، على أن رجال القانون مختلفون فيما بينهم في طائفة من الخصائص المذكورة.
أما الدكتور محمد الروكي الذي لم أجد غيره - في مجال القواعد الفقهية - بحث هذا الموضوع، فقد جعل عناصر القاعدة الفقهية، أو مقوماتها العلمية الأساسية - كما قال(٢) - أربعة هي: الاستيعاب، والاطراد والأغلبية، والتجريد، وإحكام الصياغة(٣).
لكن كلامه هذا لا يستقيم، لأن بعض ما ذكره خارج عن أركان وشروط القاعدة، وبعضه هو من شروط الموضوع، وبعضه من أوصاف القاعدة الموجبة، بوجه عام، ولئن قيل إن ما كان شرطاً في الموضوع فهو شرط في القاعدة، فإن بعض ما ذكره لا يتحقق فيه أي من الأمرين وسيتضح هذا من خلال التطرّق إلى الأمور التي ذكرها، في مواضعها المناسبة.
ونذكر فيما يأتي تعريفا موجزاً بركني القاعدة اللذين ذكرناهما سابقاً.
الركن الأول: الموضوع أو المحكوم عليه، وهو الذي يحمل عليه الحكم، وقيل إنه سمي موضوعاً، لأنه وضع ليُحمَل عليه الثاني، أو ليُحكم عليه بشيء(٤)، كالمشقة في قاعدة ((المشقة تجلب التيسير)).
(١) أصول القانون الدكتور سعيد عبد الكريم مبارك ص ٣١، ٣٢، والمدخل لدراسة القانون للدكتور أحمد سلامة ص ٦٢.
(٢) التعبير بالعناصر غير مألوف لدى العلماء في المجال الذي نحن فيه، وغلب استعمال العناصر فيما تتركب منه الأجسام المادية، قال الجرجاني: العنصر هو الأصل الذي تتألف منه الأجسام المختلفة الطباع وهو أربعة: الأرض، والماء، والنار، والهواء، التعريفات ص ١٣٨.
(٣) نظرية التقعيد الفقهي ص ٦٠-٦٨.
(٤) شرح التهذيب بحاشية العطار ص ١١٧.
79