============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة وأنكره ودان بالتشبيه والإجبار فهو مشرك. وإن هو لم ينظز في شيء من ذلك واعتقد أن الله ربه ومحمدا نبيه، فهو مؤمن ليس عليه لوم(1) ولا بيعة، ولم يكلفة الله جل ذكره غير ذلك.
واختلفوا فيما على المفكر أن يعمل في الزنى وفي نكاح الأمهات والأخوات: فقال قوم: إنما على المفكر أن يجتنب من المعاصي كل ما يجب في الفعل اجتنائه، فأما ما يعرف بالسمع فليس عليه اجتناب ذلك، وقبخ نكاح الأمهات والأخوات والزنى على غير إكراه إنما يوجد في السمع.
وقال قوم: إنما عليه أن يجتنب ما في على الفعل اجتنائه فقط بمثل قول المتقدمين، إلا أنهم قالوا: إن الزنى ونكاح الأمهات والأخوات مما يقبخ في الفعل، واحتخجوا في نكاح الأمهات بأن البهائم تعافة.
القول في الخواطر والوساوس: قال إبراهيم النظام: لا بد من خاطرين: أحدهما يأمر بالإقدار، والآخز يأمر بالكف ليصح الاختبار./ وحكى ابن الراوندي عنه أنه كان يقول: إن (114 با خاطر المعصية من الله إلا أنه وضعه للتعديل لا ليقضى.
وحكى عنه أيضا أنه كان يقول: إن الخاطرين جسمان.
وقال أبو الحسين: إنه كذب في هذه الحكاية إلا خبره عن إبراهيم، قال: وقد نبهته عن ذلك فلج ولم يرجغ وكان لجوجا.
وقال بشربن المعتمر: قد يستغني المختار في فعله وفيما يختارة عن (1) في الأصل: لولم.
Halaman 343