============================================================
مقالات البلخي وقالت المجبرة: إن الأمر على ثلاثة أوجه: أمر إعلام، وأمر إلزام موشع، وأمر إلزام مضيق. فأمر الإعلام أمره قبل الصلاة قبل وقتها، والأمر الذي هو لازم موشع: الأمر بها إذا دخل وقتها، والأمز الذي هو المضيق يكون مع الفعل في وقته، فيكون الإنسان مأمورا بأن يفعل ما هو موجود معقول.
وقال ابن الراوندي عند ارتداده بأن أمر الإعلام وأمر الإلزام الموسع ليسا بأمر على الحقيقة، وإنما هذا الأمر والإعلام على الحقيقة هو الإلزام المضيق، وهو مع الفعل.
واختلفوا: فقال قوم: قد يجوز أن يأمر الله بأن يفعل في الوقت الثاني ما يعلم أنه يحول بين العبد وبينه؛ لأنه إنما يقول له : افعل إن لم يحل بينك وبين الفعل من هو آقوى منك، ويجوز أن يقدر عليه.
وقال قوم: يجوز أن يقدر عليه، ولا يجوز أن يأمر به.
وقال قوم: لن يجوز ذلك في الأمر ولا في القدرة، وهو محال لا معنى واختلفوا فيمن علم الله أنه لا يؤمن: فقال أهل العدل والمجبرة جميعا: إنه مأمور بالإيمان.
وقال عليي الأسواري: إذا قرن الإيمان إلى العلم بأنه لا يكون أحلت القول بأن الإنسان مأمور به وكذلك إذا قرنتم العلم بالكفر أنه لا يكون أحلت النهي عنه، فإذا قرنتم كل قول من صاحبه فقلتم: هل أمر الله الكافر بالإيمان وهل نهى المؤمن والكافر عن الكفر؟ قلت: نعم.
Halaman 318