Al-Liwaa' al-Rukn Mahmoud Sheeth Khattab
اللواء الركن محمود شيت خطاب
Penerbit
دار القلم - دمشق
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
Lokasi Penerbit
الدار الشامية - بيروت
Genre-genre
اللِّواء الرّكن
مَحمُودْ شيْت خَطَّابْ
المُجَاهِدُ الَّذِي يَحمِلُ سَيْفَهُ في كُتُبِهِ
(١٣٣٧ - ١٤١٩ هـ)
(١٩١٩ - ١٩٩٨ م)
تَألِيفُ
عبد الله محْمود
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / 2
اللِّواء الرّكن
مَحمُودْ شيْت خَطَّابْ
1 / 3
الطّبعَة الأولى
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
حُقوق الطَّبْع مَحفُوظَة
تطلب جميع كتبنا من:
دَارْ القَلمْ - دمَشق: صَ بْ: ٤٥٢٣ - ت: ٢٢٢٩١٧٧
الدّار الشاميَّة - بَيْروت - ت: ٦٥٣٦٥٥/ ٦٥٣٦٦٦
صَ بْ: ٦٥٠١/ ١١٣
توزّع جميع كتبنا في السّعوديّة عَن طريق
دَارْ البَشير - جدّة: ٢١٤٦١ - ص بْ: ٢٨٩٥
ت: ٦٦٠٨٩٠٤/ ٦٦٥٧٦٢١
1 / 4
المقَدّمَة
عرفت اللواء محمود شيت خطاب في كتابه الرائد (الرسول القائد) ﷺ، ثمّ في كتبه ومقالاته التي كانت تملأ فراغًا كبيرًا ما ملأه غيرها، ثم كان التعارف في بغداد عام ١٩٨٣ م ومذ عرفته والتقيته ما فارقته إلا لمامًا ومضطرًا، فكنت أجلس إليه، وأستمع منه، وأحاوره في شؤوننا، وهو العسكري المجرِّب الخبير، فأفدت منه علمًا، ودينًا، وأخلاقًا، وجِدًّا، واكتسبت من خبراته، وأطلعني على كثير من أسراره وأسرار مَنْ حوله، وقد يأتي يوم قريب - إن شاء الله تعالى - أكتب فيه عن تلك المعارف والأسرار التي دوّنتها في لحظتها، بعد عودتي إلى بيتي، وحرصتُ عليها وعلى سرّيّتها، حتى لا يؤذى الرجل الذي ما كان يحسب حسابًا لغير الله والحقيقة والتاريخ، ولكني أحسب ..
كان أستاذي الثالث، بعد شيخنا السباعي، وأستاذي الرائع أحمد مظهر العظمة، ﵏ جميعًا رحمة واسعة.
وهذا الكتاب تعريف موجز بحياته الخصبة، وتعريف ببعض كتبه القيّمة، جاء بهذا الحجم الصغير، ليكون إلى جانب إخوته في سلسلة: (علماء ومفكرون معاصرون) التي تحرص أن تكون هكذا .. تقدّم لمحات من حياة المترجَم له، وتعريفات بكتبه، في صفحات معلومات .. وسوف يليه كتاب كبير يليق به إن شاء الله.
أرجو من الله الكريم أن يأجر صاحب فكرتها الأستاذ الكاتب،
1 / 5
والأخ الحبيب محمد علي دولة، مؤسس دار القلم بدمشق، حفظه الله لها، وحفظها له، وحفظهما لخدمة الإسلام ورجالاته في القديم والحديث.
وصلّى الله وسلم وبارك على مولاي وسيِّدي وقائدي محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله أولًا وآخرًا.
عمّان: ٢١/ ١٢/ ١٤٢١ هـ
........ ١٦/ ٣/ ٢٠٠١ م
عبد الله محمود
1 / 6
الفصْل الأوّل
لمحات من حياته
1 / 7
الفصْل الأوّل لمحات من حياته
عصره:
عاش اللواء خطاب عصرًا متفجّرًا من أعنف العصور عنفًا، وأمرِّها مرارات .. فعلى مستوى العالم، تفجّرت حربان عالميتان فاجرتان أكلتا عشرات الملايين من الأرواح، ودمّرتا ما لم تدمّره الحروب الأخرى منذ أول حرب نشبت بين بني البشر، من بدء الخليقة حتى اليوم .. وتفجّرت ثورات حمراء داميات في كل أرجاء المعمورة.
وعلى مستوى العالم الإسلامي كانت الحرائق في بيوتات ذلك العالم التعيس البائس، قد أتت على أخضره وهشيمه، وتركته مِزَقًا وأنقاضًا بمعاول أعدائه في الداخل والخارج، وكانت معاول الداخل أضرى ضراوة، وأشدّ بأسًا، لأن (الخارج) كان قد أعدَّها، وأحدَّها، لتكون فتّاكة تأتي على بنيان العروبة والإسلام من الجذور، وباسم العروبة هنا، وباسم الإسلام هناك وهنالك، والعروبة والإسلام من هؤلاء وأولئك براء.
وكان نصيب العراق كبيرًا من تلك الحرائق والمعاول، وكان الأبأسَ والأتعسَ بعد فلسطين الذبيحة، وشعبها المجاهد الذي قدّم وشعبَ العراق ما لم تقدّمه سائر الشعوب العربية والإسلامية الأخرى ..
وكان خطّاب شاهد القرن على تلك الكوارث والمآسي التي اجتاحت عراقه الحبيب الغالي الذي بذل من أجل إنهاضه الكثير، وكان العقوق جزاءه.
1 / 9
فتح عينيه على الكيانات التي خَلَفَتْ دولةَ الخلافة، وشهد الصراعات غير البريئة بينها، وميلاد الكيان الصهيوني من بين براثنها، والاستعمار يحطّ بكلكله الثقيل على أرضها، وشعوبها، وعقيدتها وثقافتها، وفكرها، والثورات التي تريد الإطاحة به، ووقودُها شعوب مؤمنة، والمستفيدون زعامات لا تهمّها إلا مصالحها، وكان هو من بين ذلك الوقود في ثورة رشيد عالي الكيلاني، وحرب فلسطين، ومحارق العملاء والمشبوهين والطواغيت ..
رضي أن يكون عبدَ الله المقتول، كسائر أبناء شعبه، ودافع بدمه ومستقبله وبكل ما يملك للتخفيف عن ذلك الشعب، ولكن حجم التحدّي كان كبيرًا، والذين يتربّصون به وبأمثاله من الرجال المؤمنين المخلصين، أكثر عددًا وأقوى عُدّة ..
شاهد مصارع أحرار ومصارع أنذال، وأفول أنظمة وقيام أخرى، وضياع أخلاق ومروءات ومبادئ في متاهات المصالح والأهواء والشهوات، فانكفأ على نفسه، ولزم بيته، واستلّ قلمه، فكان سيفَه في تلك الكتب المقاتلة، وهي الأبقى على الدهر، سيوفًا مشرعة في وجوه الظلم والظلام والظالمين، ومنارات هدى للسائرين في وضح النهار، وتحت شمس الظهيرة، أو في ظلام الأنفاق المعتمة، في قرن كان أشدَّ هولًا من سائر القرون ..
شهد هزيمة الأنظمة العربية في حرب حزيران، بعد أن (طُهِّرت) جيوشها من أعدائها وخصومها الافتراضيين، وهم من أصحاب الخبرات والكفايات، وكتب ونصح، وحذّر وأنذر، ولا سميع ..
وشهد حربين ضاريتين بين عراقه الحبيب، وبين أشقّاء يعزّ عليه أن
1 / 10
يهانوا أو يُقتلوا، وبكى في الحرب الثانية كما لم تبك ثكلى .. بكى على الجيش الذي كان يعدّه للملمّات .. لتحرير فلسطين .. وإذا هو لقمة سائغة تتناهشها أنياب ثلاث وثلاثين دولة، بين شقيقة وعدوّة .. ولقد سمعته يقول، ودموعه السخينة تحرق وجنتيه:
- هل رأيت أشلاء جيشنا يا عبد الله؟ هل سمعت بالانسحاب الكيفي أمام لؤم أمريكة المتوحشة، وطيرانها المتغوّل؟ هل هذا هو المصير الذي كنّا نُعِدُّ جيش العراق له؟ هل خُلق جيش العراق ليكون طعامًا لجنازير الدبابات والصواريخ؟
ثم أنشد باكيًا والله بنشيج يقطّع القلوب:
لمْ يبقَ شيءٌ مِنَ الدُّنيا بأيْدينَا ... إلاَّ بقيّة دَمْعٍ في مَآقينَا
وكان يقابل هذه الظلماتِ المدلهمّة، وعيٌ إسلاميٌّ، وصحوة إسلاميّة، كان لها أعداء من الداخل والخارج بالمرصاد .. وكان يفرح لها، ويحزن لمصائر قادتها .. ولما يُبَيَّتُ لها .. ولضعف قياداتها، وارتجاليتهم، أمام التحدّيات الشرسة التي تواجههم، وتريد استئصالهم .. كان يقول:
- هذا عصر الأئمة: حسن البنا، وأبي الأعلى المودودي، ومصطفى السباعي، وسيد قطب، وعبد القادر عودة، ومحمد فرغلي ..
كان خطّاب يعرف الكثير عنهم، ويعرف المؤامرات التي دُبِّرت لهم، والعجز الذي شلَّ أتباعهم ..
كان عصر خطّاب مزيجًا من نار ونور، ولكن وهج النار وتأثيرها أكبر من النور المحاصَر، وأعظم من ضياء الأيدي المتوضّئة.
عاش خطّاب عصره بكل ما فيه، وناله الكثير مما فيه، وعاه بعقله
1 / 11
وذكاء قلبه، وأسهم في إطفاء بعض الحرائق، وإيقاد بعض الشموع، ليكشط ما يستطيع من ظلام المادّة الثقيلة الوطأة، ويخفّف من غلواء النفوس المادية، ويكسر الحصار عن النور .. ولكنها ظلمات بعضها فوق بعض ..
اسمه ونسبه ونشأته:
محمود بن شيت خطّاب ولد في مدينة الموصل - شمال العراق - عام ١٩١٩ م من أبوين عربيين، فأبوه من قبيلة الدليم - فرع الصقور الذين يتصل نسبهم بالنبيّ ﷺ من جهة الحسن بن عليّ ﵄، وأمّه قيسية، وهي بنت الشيخ مصطفى بن خليل، من علماء الموصل.
لم يلبث في حضن أمه إلا عامًا أو بعض عام، ثم زاحمه أخوه الذي وُلد بعده بأشهر، فانتقل إلى حضن جدّته لوالده، وهي امرأة تقيّة نقيّة، تقضي أكثر ساعات ليلها في تهجّد وتسبيح وبكاء من خشية الله تعالى، وهي حسينية النسب، تتصف بالعقل والكرم والصدق وحبّ الناس، فانغرست هذه الفضائل في نفس الطفل، ونمتْ بنموّه، فشبّ الطفل على الوفاء لمن أحسن إليه، وعلى حبّ الناس، والعطف على الضعفاء والفقراء والمساكين ..
روى خطّاب لنا في بعض كتبه - عن جدّته الصالحة أنها " آثرت أن تبقى جائعة تقدّم طعامها إلى ضيف قدم على غير ميعاد.
" وأنها قدّمت طعامها الذي كانت تتناوله إلى فقير طرق الباب، وهي تقول فرحة مستبشرة: حصَّتي في الجنة.
" وجاءها - مرة - فقير يرتدي أسمالًا بالية، فخلعت ثوبها، وكسته به. وحين عادت إلى غرفتها لترتدي ثوبًا آخر، كانت مسرورة بعملها سرورًا لا يوصف.
1 / 12
" وكانت تردّد - كلما أكلت وشبعت -: اللهمّ كما أطعمتني، فأطعم كل فقير " (١).
وقال عنها: " كانت تصحبني إلى المسجد القريب لصلاة المغرب، فإذا قُضيت الصلاة، أصغيت معها من مقصورة النساء إلى مواعظ الملك داود، ذي الأسلوب المؤثر، حتى تنهض لصلاة العشاء ... فإذا أوينا إلى النوم، أخذت بذكر الله والاستغفار، ثم لا تدعني حتى تتحقق من نومي، فتتسلل لصلاة القيام.
ولطالما استيقظتُ على نشيجها أثناء ذلك، فإذا ما شعرتْ بي، عادتْ لتحنو عليّ.
واستمرّ هذا دأبها حتى توفّاها الله، وأنا في السادسة عشرة، فكان لوفاتها وقعٌ لا ينسى " (٢).
وأبوه كان صالحًا، يعمل في التجارة وتربية المواشي، وكان يتطلع إلى ولد صالح يرزقه الله إياه، فيتعلم علوم الدين والعربية، ويؤمّه في الصلاة، فرُزق محمودًا، فوجّهه الوجهة التي يريد، فانطلق إلى مشايخ الموصل، يتعلم منهم القرآن والحديث واللغة العربية.
وهكذا نشأ الفتى في بيت علم وفضل ودين، يُتلى فيه القرآن في الأمساء والأصباح، وتقام فيه الصلوات، ويلتزم كلُّ مَنْ فيه بالدين الحنيف، ويتعاونون على البرّ والتقوى، ويضمّ في جنباته مكتبة عامرة بالكتب والمصادر المطبوعة والمخطوطة.
_________
(١) الإسلام والنصر، ص ٨١.
(٢) محمد المجذوب، علماء ومفكرون عرفتهم: ١/ ٣٢٨.
1 / 13
دراسته:
تلقّى دروسه الأولى في تلاوة القرآن وحفظه على يد أبيه ولسان جدّته التي كانت تُعنى بتحفيظه ما تحفظ من قصار السور، ثم في الكُتّاب، ومشايخ الموصل، ثم دخل المدرسة الابتدائية، فالإعدادية، والثانوية، وكان متفوقًا في مراحل دراسته في الموصل، وكان يتلقى العلوم الشرعية والعربية على أيدي بعض مشايخ الموصل في المساجد، وفي أثناء شهور العطل الصيفية. كما كان لمجلس الحيّ أثر في تكوين شخصيته، فقد كان يصحبه أبوه إليه وهو تلميذ صغير، ثم صار هو الذي يقرأ لذلك المجلس كتب التاريخ، ولعل هذا وسواه، مكّنه من اللغة العربية، وحبَّبه في التاريخ.
في الجيش:
كان الفتى محمود يحلم بدراسة الحقوق، وشاء الله أن يدخل الكلية العسكرية، ليكون لنا منه ضابط قائد مغوار، ومؤرّخ عسكريّ فذّ.
في سنة ١٩٣٧ م انتسب الفتى محمود إلى الكلية العسكرية في بغداد، وتخرج فيها برتبة ملازم، حاملًا شهادة الليسانس في العلوم العسكرية سنة ١٩٣٨ م بدرجة جيد جدًا.
وفي سنة ١٩٤٧ م حصل على شهادة الماجستير بدرجة جيد جدًا من كلية الأركان والقيادة، حيث تخرج برتبة نقيب ركن.
وفي سنة ١٩٥٤ م تخرج في كلية الضباط الأقدمين في العراق (دراسات عسكرية عليا) بدرجة جيد جدًا.
وأوفد إلى بريطانية عام ١٩٥٥ م إلى كلية الضباط الأقدمين،
1 / 14
دراسات عسكرية عليا، وكان الأول على دورته، وتخرج بدرجة ممتاز .. كانت الدورة تحتوي على مئة طالب من جنسيات مختلفة ..
و" شهد أربعًا وعشرين دورة تدريبية عسكرية في العراق، وشمالي إفريقية، وإنكلترة، والتحق بالوحدات البريطانية في أثناء تدريبها الإجمالي في الصحراء الغربية في شمالي إفريقية سنة ١٩٥٣ م، وفي إنكلترة سنة ١٩٥٥ م وكان تقديره في جميع تلك الدورات بدرجة جيد جدًا، ودرجة ممتاز. ومن هذه الدورات، دورات الفروسية والأسلحة، ودورات التعبية ... إلخ " (١).
ومع احتفاظه بشارة الفرسان، شغل واجبات الأركان والقيادة في عدد من القطعات العسكرية، وكان قائدًا متميزًا بانضباطه، وجدّيته، آلفًا مألوفًا، يحبه مرؤوسه وعناصره، ولكن بعض رؤسائه التافهين كانوا يكرهون فيه تديُّنه، وبُعْدَه عن الفجور والموبقات، وتمسُّكه بالفضيلة والأخلاق والإسلام.
" ويتحدّث - اللواء خطاب - عن واقع الحياة في الجيش العراقي آنئذ، فيرينا العجب العجاب من آثار التوجيه الاستعماري؛ إذ كان كلّ شيء هناك، يسير بالضابط في طريق التميع والانحلال، فلا يجد عاصمًا إلا أن يكون مزوّدًا بالحصانة القادرة على الثبات في وجه الأعاصير.
كان من تقاليد الجيش أن تولم الوحدات لضباطها الجدد وليمة يُطلق عليها (وليمة التعارف والاستقبال)، تقدم فيها الخمر مع ما لذَّ وطاب من الأطعمة، وقد يصاحب ذلك أنغام الموسيقى والرقص، زيادة في الحفاوة والتكريم.
_________
(١) حياة محمود شيت خطاب بخط يده - مخطوط عندي.
1 / 15
دراسات عسكرية عليا، وكان الأول على دورته، وتخرج بدرجة ممتاز .. كانت الدورة تحتوي على مئة طالب من جنسيات مختلفة ..
و" شهد أربعًا وعشرين دورة تدريبية عسكرية في العراق، وشمالي إفريقية، وإنكلترة، والتحق بالوحدات البريطانية في أثناء تدريبها الإجمالي في الصحراء الغربية في شمالي إفريقية سنة ١٩٥٣ م، وفي إنكلترة سنة ١٩٥٥ م وكان تقديره في جميع تلك الدورات بدرجة جيد جدًا، ودرجة ممتاز. ومن هذه الدورات، دورات الفروسية والأسلحة، ودورات التعبية ... إلخ " (١).
ومع احتفاظه بشارة الفرسان، شغل واجبات الأركان والقيادة في عدد من القطعات العسكرية، وكان قائدًا متميزًا بانضباطه، وجدّيته، آلفًا مألوفًا، يحبه مرؤوسه وعناصره، ولكن بعض رؤسائه التافهين كانوا يكرهون فيه تديُّنه، وبُعْدَه عن الفجور والموبقات، وتمسُّكه بالفضيلة والأخلاق والإسلام.
" ويتحدّث - اللواء خطاب - عن واقع الحياة في الجيش العراقي آنئذ، فيرينا العجب العجاب من آثار التوجيه الاستعماري؛ إذ كان كلّ شيء هناك، يسير بالضابط في طريق التميع والانحلال، فلا يجد عاصمًا إلا أن يكون مزوّدًا بالحصانة القادرة على الثبات في وجه الأعاصير.
كان من تقاليد الجيش أن تولم الوحدات لضباطها الجدد وليمة يُطلق عليها (وليمة التعارف والاستقبال)، تقدم فيها الخمر مع ما لذَّ وطاب من الأطعمة، وقد يصاحب ذلك أنغام الموسيقى والرقص، زيادة في الحفاوة والتكريم.
_________
(١) حياة محمود شيت خطاب بخط يده - مخطوط عندي.
1 / 16
العلمية، كما هو معروف في الأوساط العسكرية، والسياسية، ولهذا كان يدعى إلى تلك الهيئات والجمعيات العلمية، فقد كان عضوًا في المجمع العلمي العراقي منذ عام ١٩٦٣ م وعضوًا في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر (١٩٦٨ م)، وعضوًا في مجمع اللغة العربية في القاهرة (١٩٦٦ م)، وعضوًا في مجمع اللغة العربية بدمشق (١٩٦٦ م)، وعضوًا في مجمع اللغة العربية الأردني (١٩٧٩ م)، وعضوًا في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي (١٩٦٤ م)، وعضوًا في المجلس الأعلى للمساجد في مكة المكرمة (١٩٧٥ م).
في الصحافة:
كان اللواء خطاب يكتب في عدد من الصحف والمجلات والدوريات الجادّة، مثل: مجلة المجمع العلمي العراقي (١٩٥٤ م)، ومجمع اللغة العربية المصري (١٩٦٦ م)، ومجلة مجمع اللغة العربية السوري (١٩٦٦ م)، ومجلة العربي الكويتية (١٩٦٦ م)، ومجلة الوعي الإسلامي الكويتية (١٩٦٦ م)، ومجلة الأزهر (١٩٦٦ م)، ومجلة الفيصل (١٩٧٥ م)، ومجلة الحرس الوطني/ السعودية (١٩٨٠ م)، ومجلة الأمة القطرية (١٩٨٠ م)، ومجلة الدوحة/ القطرية (١٩٨٠ م)، ومجلة دعوة الحق/ المغربية (١٩٧٨ م)، ومجموعة بحوث مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر (١٩٦٨ م)، ومجموعة بحوث مجمع اللغة العربية المصري (١٩٦٦ م)، ومجلة الفكر الإسلامي البيروتية (١٩٦٤ م)، ومجلة المورد العراقية (١٩٧٣ م)، ومجلة رسالة الخليج العربي (١٩٨٣ م)، ومجلة معهد البحوث والدراسات العربية (١٩٨٣ م)، ومجلة التربية الإسلامية في بغداد (١٩٦١ م)، ومجلة الرسالة/ المصرية (١٩٦٤ م)، ومجلة حضارة الإسلام الدمشقية، ومجلة التمدن الإسلامي الدمشقية، وسواها وسواها من الصحف العربية والإسلامية.
1 / 17
في الإذاعة والتلفزيون:
قدّم اللواء خطاب عددًا من الأحاديث في الإذاعات العربية المسموعة والمرئية .. منها - على سبيل المثال - برنامج (نور على نور) في إذاعة القاهرة عام ١٩٧٠ م لمدة ساعتين عن غزوة بدر الكبرى، وساعتين عن دروس في الكتمان من الرسول القائد ﷺ، وكذلك الأمر في إذاعة العراق سنة ١٩٦٦ م عن التاريخ العربي العسكري، وفي إذاعة دولة الإمارات عن التاريخ العسكري الإسلامي، وفي الإذاعة السعودية عن قادة الفتح الإسلامي، وفي إذاعة المغرب عن العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة، وعن اللغة العسكرية، والدفاع عن اللغة العربية، والإسلام دين ودنيا، وسواها من الموضوعات المهمة.
أهم الموضوعات التي كان يكتب فيها:
١ - قادة الفتح الإسلامي، وقادة استعادة الفتح الإسلامي.
٢ - معارك الفتح الإسلامي، ومعارك استعادة الفتح الإسلامي.
٣ - الفن العسكري العربي الإسلامي.
٤ - اللغة العسكرية، وتطهير العربية من الألفاظ الدخيلة.
٥ - العسكرية الإسرائيلية.
٦ - الدفاع عن العربية لغة، والإسلام دينًا.
٧ - القصص الهادفة.
٨ - تحقيق التراث العربي الإسلامي العسكري.
٩ - ترجمة الكتب العسكرية التي تفيد الفكر العسكري.
١٠ - مناقشة المشكلات العربية الإسلامية، ومحاولة إيجاد الحلول لها.
1 / 18
١١ - تربية الشباب وتصحيح الانحرافات لديهم.
١٢ - تعريب المصطلحات العسكرية الأجنبية الحديثة ..
١٣ - توحيد المصطلحات العسكرية وغير العسكرية في البلاد العربية.
هذا وقد كتب ما كتب ضمن المحاور الأربعة التالية:
١ - محور التاريخ العربي الإسلامي العسكري: وله في هذا المجال:
الرسول القائد ﷺ قادة فتح العراق والجزيرة - قادة فتح فارس - قادة فتح بلاد الشام ومصر - قادة فتح المغرب العربي - الفاروق القائد - الصدّيق القائد - خالد بن الوليد - عقبة بن نافع - قادة فتح السند وأفغانستان - قادة النبي ﷺ قادة فتح أرمينية - قادة فتح بلاد الروم (جزءان) - قادة فتح بلاد ما وراء النهر (جزءان) - قادة فتح بلاد الأندلس (جزءان) ... إلخ.
وقد كان المؤلف " في بداية حياته العسكرية، يقرأ عن القادة الأجانب الذين غزوا البلاد العربية، ومعارك الأجانب التي استعمروا بها البلاد العربية، ولم تكن المدارس والمعاهد والكليات العسكرية العربية تدرّس تلاميذها وطلاّبها العرب عن قادة الفتح الإسلامي، ولا عن معارك الفتوح الإسلامية، ولا عن غزوات النبيّ ﷺ.
وبعد مثابرته التي بدأت قبل أربعين سنة، واستمرت، دون كلل ولا ملل، حتى اليوم، تبدّل الحال غير الحال، والحمد لله، فأصبحت المدارس والمعاهد والجامعات العسكرية تعجّ بنشاطها المثمر في دراسة قادة الفتح الإسلامي، ومعارك الفتوح، وغزوات الرسول القائد ﵊ " (١).
_________
(١) مخطوطة حياته بخط يده، ص ١٤.
1 / 19
٢ - محور اللغة العسكرية: وله في هذا المجال من الكتب:
المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم (جزءان) - المصطلحات العسكرية في كتاب (المخصّص) لابن سيده.
وكان اقترح توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية، ثم وضع هذا الاقتراح في حيّز التنفيذ، فأصدر المعجمات العسكرية الموحِّدة الأربعة، فشاعت لغة القرآن الكريم في الجيوش العربية، بدلًا من اللغات الأجنبية والدخيلة.
٣ - محور العدو الصهيوني: في محاولة منه أن يعرف العرب والمسلمون عدوّهم على حقيقته، لا كما يحلو للعدو الصهيوني أن يعرف العرب والمسلمون عنه.
لقد كانت المعلومات عن العدو الصهيوني قليلة، ومضلّلة، فكان هذا الجهل بالعدوّ من أهمّ أسباب نكسة حزيران ١٩٦٧ م فقاتل العرب عدوًا لا يعرفون عنه إلا القليل.
ولهذا قرّر أن يحاضر ويؤلف في العسكرية الإسرائيلية، فكان له في هذا المجال: الوجيز في العسكرية الإسرائيلية - العسكرية الإسرائيلية - أهداف العدو الصهيوني في البلاد العربية - العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة ... إلخ.
٤ - محور الدعوة الإسلامية، والدفاع عن الإسلام دينًا، والعربية لغة، وله فيه: بين العقيدة والقيادة - رسالة المسجد العسكرية - عدالة السماء - تدابير القدر ...
والمحاور الأربعة السابقة، تصبّ في بحر الدعوة.
1 / 20
المؤتمرات العلميّة:
كان اللواء خطاب يدعى إلى الكثير من المؤتمرات والندوات العلميّة، فكان يحضر بعضها، ويعتذر عن بعضها الآخر، لأسباب تتعلق به حينًا، وأسباب أخرى خارجة عن إرادته، وخاصة في ربع القرن الأخير من حياته في بغداد.
من هذه المؤتمرات ما كان في بغداد، كتلك التي كان يعقدها المجمع العلمي العراقي خاصة، ومؤتمرات مجمع اللغة العربية في القاهرة، ومؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، ومؤتمرات رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، والمؤتمرات الإسلاميّة على نطاق البلاد العربيّة. وكان له في كل مؤتمر محاضرة، أو بحث، مثل بحث: (أهمية توحيد المصطلحات العسكرية في الجيوش العربية)، و(أسد بن الفرات: فاتح صقلية)، و(الأمثال العسكرية في مجمع الأمثال للميداني)، و(تاريخ المعجمات العسكرية في البلاد العربية)، و(المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم)، و(حاضر المسلمين ومستقبلهم بين الآمال والآلام)، و(الحرب الإجماعية في الإسلام)، و(أمّ الخبائث)، و(رسالة المسجد العسكرية)، و(إرادة القتال في الجهاد الإسلامي)، و(أهداف إسرائيل التوسّعية في البلاد العربية)، و(دروس في الكتمان من الرسول القائد) ﷺ، و(أهمية الدعوة)، وسواها من الأبحاث القيمة التي كادت تكون محور تلك المؤتمرات.
في الكليات العسكرية:
كان اللواء خطاب يدعى إلى إلقاء العديد من المحاضرات في الكليات العسكرية، وكليات القيادة والأركان، وجامعات الدراسات العسكرية العليا، والجامعات والجمعيات غير العسكرية، في العراق وفي
1 / 21