5

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ أما بعد:

فقد طلب مني بعض طلاب العلم الفضلاء مدارسة متن القلائد البرهانية في علم الفرائض وألحوا في ذلك، وقد حاولت مراراً الاعتذار منهم فلم يجدِ الاعتذار، فأقدمت على تلبية طلبهم هذا بعد تردد طويل؛ لكثرة مشاغلي الوظيفية وارتباطاتي الأسرية، إلى جانب الدروس والدورات والبرامج المجدولة القائم بأدائها آن ذاك، فمنها ما هو مرتبط بالمكتب التعاوني بمحافظة أحد المسارحة كالبرنامج التعليمي للقرى والهجر بجامع قرية الحلحلة، وبجامع زيد بن ثابت بقرية الجعدية إضافة إلى الدورات الأولية التي ينظمها المكتب، والمحاضرات بين الفينة والأخرى، ومن هذه الارتباطات أيضاً ما هو مرتبط بمركز التنمية البشرية بمنطقة جازان؛ كبرنامج المعلم المقيم على مدى خمسة [٥] أيام في الأسبوع؛ من السبت إلى الأربعاء من بعد صلاة المغرب في جامع زيد بن ثابت، فلم يبقَ لي آن ذاك إلا يوم الجمعة ورغم ارتباطي فيه بالإمامة والخطابة فقد وافقت على مدارسة هذا المتن، على أن يكون من بعد صلاة العصر؛ حتى لا يتعارض مع الدروس المجدولة، ولما تجمعت لدي بعض الملزمات الورقية من شرحي لهذا النظم رأيت جمعها في كتاب؛ لحفظها من التلف، وصونها من العبث، وتسهيلاً لمطالعتها، وقد أسميته (اللآلئ المرجانية في شرح القلائد البرهانية) وقد جردته من الحواشي إلا ما جد من المراجع فربما ذكرته في ثنايا الشرح ، كما

5