247

Al-Kifayah fi al-Hidayah

الكفاية في الهداية

Genre-genre

============================================================

نور الدين الصابوني نهي أو مخالفة أمر أو إتيان الفاضل وترك الأفضل. ولأن الذنب لما كان1 آخر أعضاء الحيوان في الرتبة والوجود فكذا الذنب آخر أعمال الإنسان في الرتبة والدرجة. وذنب كل إنسان يليق بحاله كما أن ذنب كل حيوان يختص به(114و] ولذلك كان يقول في سجوده: "اللهم، اغفر لي جدي وهزلي وخطيثتي وعمدي وكل ذلك عندي".5 فما من إنسان وإن جل قدره ومنزلته إلا ومن أعماله ما يكون بمنزلة الرأس، ومنها ما يكون بمنزلة الذنب على ما يليق بحاله فيوجب له الحياء والخجل حتى يسأل المغفرة لذلك.

قال الشيخ: إن الله تعالى ذكر الغفران عقيب ذكر الفتح لكرامة رسول الله وتشريف محله ومنزلته عند الله تعالى ليطهر قلوب الخلاثق عن الأفكار في قبيح ينسب إليه فيصفوا إيمانهم به. فالله أعلم بما كان منه لا حاجة لنا إلى الوقوف على ذلك، ولا يجوز لنا البحث عنه سوى أن نعرف أنه أكرم بهذه الكرامة. واختلف المفسرون أن ذلك الفتح1 أي فتح كان؟ قال بعضهم: فتح مكة، وقال بعضهم: 6 صلح خديبية وعليه عامة أهل الحديث.

وقال بعضهم: إعطاء البراهين والحجج. قال الشيخ أبو منصور كالله: فتخنا ك أي قضينا لك قضاء بينا برفعتك وإبانة شرفك10 حتى لا يطمع أحد من الخلق بلوغ درجتك.11 وقيل: فتحنا لك أبواب الحكمة والعلم وجميع أسباب الخير، وضمنا في كتابك ما يحتاج كل الخلق إلى معرفته منك. فهذه الفتوح قد ذكرت ثم بعد ذلك وعد المغفرة وهو من الفتوح أيضا.

2 م: في الدرجة.

م - لما كان: 3 م: وكذلك: م: الهي ند أحمد بن حنبل 173/2؛ وصيح البخاري، الدعوات ،6؛ وصيح مسلم، الذكر والدعاء 70.

ل: لتطمتن 7م: القبح ل ن: بعض سورة الفتح، 1/48.

10م: بشرفك: 11 انظر: تأويلات القرآن للماتريدي، 9/14.

Halaman 247