الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Ahmed Murshid d. Unknown
70

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Penerbit

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

Genre-genre

الدرس ٣٢ قوله تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣)﴾ [سورة المائدة]. قال رَحِمَه اللهُ تَعالى: قوله تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ﴾، أي: بسببه عاقبناهم بعدة عقوبات. ١ - أنَّا ﴿لَعَنَّاهُمْ﴾، أي: طردناهم وأبعدناهم من رحمتنا؛ حيث أغلقوا على أنفسهم أبواب الرحمة، ولم يقوموا بالعهد الذي أُخذ عليهم الذي هو سببها الأعظم. ٢ - قوله: ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾، أي: غليظة لا تُجدي فيها المواعظ ولا تنفعها الآيات والنذر؛ فلا يرغبهم تشويق ولا يزعجهم تخويف، وهذا من أعظم العقوبات على العبد؛ أن يكون قلبه بهذه الصفة التي لا يفيده معها الهدى والخير إلا شرًّا. ٣ - أنهم يحرفون الكلم من بعد مواضعه؛ أي: ابتلوا بالتغيير والتبديل، فيجعلون للكلم الذي أراد الله معنى غير ما أراد الله ولا رسوله ﷺ. ٤ - أنهم ﴿نَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾؛ فإنهم ذُكروا بالتوراة وبما أنزل الله على موسى فنسوا حظًّا منه، وهذا شامل لنسيان علمه، وأنهم نسوه وضاع عنهم، ولم يوجد كثيرٌ مما أنساهم الله إياه عقوبة منه لهم وشامل لنسيان

1 / 75