الدرس ٨٥
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١)﴾ [سورة سبأ].
قال ﵀:
أي: ولقد مننا على عبدنا ورسولنا داود ﵊ وآتيناه فضلًا من العلم النافع والعمل الصالح والنعم الدينية والدنيوية، ومن نعمه عليه:
١ - ما خصه به من أمره تعالى الجمادات؛ كالجبال والحيوانات، من الطيور: أن تُؤَوِّب معه وتُرَجِّع التسبيح بحمد ربها مجاوبةً له، وفي هذا من النعمة عليه: أن كان ذلك من خصائصه التي لم تكن لأحد قبله ولا بعده، وأن ذلك يكون منهضًا له ولغيره على التسبيح إذا رأوا هذه الجمادات والحيوانات تتجاوب بتسبيح ربها وتمجيده وتكبيره وتحميده- كان ذلك مما يُهيج على ذكر الله تعالى.
٢ - أن ذلك -كما قال كثير من العلماء-: إنه طربًا بصوت داود؛ فإن الله تعالى قد أعطاه من حسن الصوت ما فاق به غيره، وكان إذا رجَّع التسبيح والتهليل والتمجيد بذلك الصوت الرخيم الشجيِّ المطرب- طرب كل من سمعه من الإنس والجن -حتى الطيور والجبال- وسبحت بحمد ربها.
٣ - أنه لعله ليحصل له أجر تسبيحها؛ لأنه سبب ذلك، وتُسبح تبعًا له.