106

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Penerbit

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

Genre-genre

الدرس ٥٥
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٩)﴾ [سورة التوبة].
قال ﵀:
وهذا -أيضًا- من مخازي المنافقين، فكانوا -قَبَّحهم الله- لا يَدَعون شيئًا من أمور الإسلام والمسلمين يرون لهم مقالًا إلا قالوا وطعنوا بغيًا وعدوانًا، فلما حث الله ورسوله ﷺ على الصدقة بادر المسلمون إلى ذلك، وبذلوا من أموالهم؛ كلٌّ على حسب حاله، منهم المكثر ومنهم المقل؛ فيَلمزون المكثر منهم بأن قصده بنفقته الرياء والسمعة، وقالوا للمقل الفقير: إن الله غني عن صدقة هذا! فأنزل الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ﴾، أي: يعيبون ويطعنون ﴿الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ﴾ فيقولون: مُراءون قصدهم الفخر والرياء، ويلمزون الَّذين لا يَجِدون إلا جُهْدَهم فيخرجون ما استطاعوا، ويقولون: الله غني عن صدقاتهم؛ ﴿فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ﴾. فقابلهم الله على صنيعهم بأن سخر منهم، ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٩)﴾؛ فإنهم جمعوا في كلامهم هذا بين عدة محاذيرمنها:
١ - تتبعهم لأحوال المؤمنين وحرصهم على أن يجدوا مقالًا يقولونه فيهم، والله يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

1 / 111